واشنطن - "الحياة" - يحذر المحلل السياسي ايرل اوفاري هتشنسون، من مغبة التفاؤل المفرط بأن هزيمة حركة "طالبان" في افغانستان ستؤدي الى حل المشكلات التي تواجهها اميركا. ويقول: "يبدو ان هزيمة طالبان ستفتح الباب على مصراعيه لتدفق المخدرات الى الولاياتالمتحدة، على نحو يعد سابقة". ويرى ان "امراء الحرب في تحالف المعارضة الافغانية الشمالي، المتحالف مع واشنطن، ضالعون بهذه التجارة الى أبعد حد". ويشير هتشنسون الى تقرير أعده كبير مسؤولي الأممالمتحدة في مجال السيطرة على المخدرات، أكد فيه ان كل انتاج افغانستان من الأفيون تقريباً يزرع في مناطق خاضعة لسيطرة تحالف الشمال. وتفيد مصادر في الاممالمتحدة ان جهود "طالبان" لحظر زراعة الأفيون كانت ناجحة الى حد بعيد، وتؤكد ان مبيعات الأفيون في المناطق الخاضعة ل"طالبان" انخفضت الى حد كبير. وكانت واشنطن بدأت تعترف بصحة هذا التقويم، ثم بدأت بالتراجع عنه، واتهام اسامة بن لادن بالضلوع بهذه التجارة لتمويل عملياته الارهابية. ووفقاً لإحصاءات مسؤولي الاممالمتحدة، انتجت افغانستان أربعة آلاف طن من الهيرويين، اي ما يعادل 75 في المئة من الانتاج العالمي عام 1999، قبل بدء الحظر الذي فرضته "طالبان". ولا يبدو ان قيادات "تحالف الشمال" التي تسيطر على 10 في المئة من مناطق افغانستان، مستعدة لتقديم تعهدات باتخاذ ما يلزم من خطوات، للحد من زراعة الافيون. وليس متوقعاً ان تغير هذه القيادات موقفها، وان تتخلى عن تجارة "مربحة". ويرى بينو آرلاخي، مسؤول برنامج الاممالمتحدة للسيطرة على المخدرات، ان تجارة الأفيون في افغانستان، تخضع لسيطرة عناصر اجرامية خارجة على القانون. ويدفع ذلك مراقبين الى التعبير عن خشيتهم من ان تجار المخدرات في اميركا اللاتينية قد يلجأون الى زيادة انتاجهم وصادراتهم الى الولاياتالمتحدة، لضمان موقع تنافسي في هذه التجارة، وتحسباً لزيادة الانتاج الافغاني. ويحذر مراقبون من ان زيادة تدفق الهيرويين الى الولاياتالمتحدة ستصيب البرامج الاميركية لمكافحة المخدرات، والتي بدأت تركز اخيراً على مفاهيم الوقاية وتأمين العلاج، بدلاً من السياسات العقابية ضد المدمنين وصغار المستهلكين، كما ستؤدي الى ارتفاع معدلات الجريمة مجدداً.