واشنطن - رويترز - تعهد رئيس الحكومة الأفغانية الموقتة حامد كارزاي أول من أمس تخليص بلاده من تهريب المخدرات وزراعتها، واصفاً هذه المهمة بأنها في غاية الصعوبة من دون استثمارات في الاقتصاد الافغاني الزراعي المدمر. وكان مسؤولون أميركيون اتهموا الاسبوع الماضي "طالبان" التي حكمت أفغانستان قبل حكومة كارزاي الموقته بأنها "حكومة تعمل في تهريب المخدرات"، وقالوا ان واشنطن تأمل في التخلص من مخزونات الافيون في افغانستان ومنع المزارعين من زراعة المزيد من نبات الخشخاش. والى العام الماضي كانت أفغانستان أكبر منتج لزهور الخشخاش في العالم. ومنذ عامين فرضت طالبان حظراً جزئياً على انتاج الخشخاش ثم منعته تماماً العام الماضي. ولكن المسؤولين الاميركيين يقولون انه على رغم ان طالبان حظرت زراعة الخشخاش، الا انها واصلت تخزين الافيون. وفي مقابلة مع برنامج بثته محطة "ان بي سي" التلفزيونية الأميركية، أجاب كارزاي على سؤال في شأن ما اذا كانت حكومته ستتمكن من القضاء على زراعة الخشخاش ومنع تهريب المخدرات قائلاً: "نعم. نحن عازمون بشدة على وقف ذلك بكل السبل. ولكن علينا ايضاً ان نعيد الى الشعب الافغاني ما هو حق له. وهذا يعني الحياة الهانئة وقاعدة زراعية قوية والفرصة الاقتصادية ومن دون مثل هذه الوسائط سيكون من الصعب وقف انتاج الخشخاش، او منع تهريب المخدرات او الاتجار فيها". الى ذلك، قدر كارزاي في المقابلة التلفزيونية المذكورة عدد مقاتلي شبكة القاعدة وحركة "طالبان" الاساسيين الذين يجري البحث عنهم في افغانستان بما لا يزيد على 35 شخصاً. وكانت التقديرات تشير الى وجود عشرات الآلاف من مقاتلي طالبان والقاعدة في ذلك البلد، عندما اندلعت الحرب في افغانستان بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي على الولاياتالمتحدة. ولكن عدد المحتجزين لم يتجاوز بضع مئات. وقال كارزاي ان معظم مقاتلي طالبان هم "مجرد اناس عاديين وعادوا جميعاً الى بيوتهم وهم غير مسؤولين عن أي شيء"، موضحاً ان المهم هو تلك "النواة من العناصر الارهابية المتطرفة التي كانت تقود تلك الحرب ... وتقود تلك المجزرة ضد الآخرين جميعاً وهؤلاء ينبغي ان يعتقلوا".