الفنانة المصرية الشابة حنان كرم مطاوع واحدة من جيل جديد من الفنانات اللواتي درسن الفن بشكل حر، ولكن لانها كبرت في كنف فنانين كبيرين، هما والداها الفنان والمسرحي الراحل كرم مطاوع والفنانة سهير المرشدي فإنها تعتبر نفسها تتلمذت على ايديهما، وتربت على فنهما الجميل، وهو ما دفعها بعد اتمام دراستها في كلية التجارة، الى دراسة الفن في شكل جرعات سريعة للاقتراب اكثر من العالم الذي تحبه وتريد العمل فيه، وكانت بدايتها من خلال مسلسل "حديث الصباح والمساء" المأخوذ عن قصة الكاتب والروائي المصري الكبير نجيب محفوظ، ثم قدمت خلال ايام شهر رمضان الماضي مسلسل "اميرة في عابدين" امام سميرة احمد ويوسف شعبان ومحمد رياض وحنان ترك. "الحياة" التقتها وكان هذا الحوار: كانت اولى خطواتك الفنية في مسلسل "حديث الصباح والمساء" ولكن مشاركتك فيه لم تكن بالقوة التي رأيناك عليها في العمل التلفزيوني الثاني لك "اميرة في عابدين"، لماذا؟ - لأن مشاركتي في مسلسل "حديث الصباح والمساء" كانت خطوة اولى لي على طريق الفن، وكانت الشخصية التي اؤديها تملك وجوداً شبه رمزي بعدما رشحني السيناريست الراحل محسن زايد الذي كتب المسلسل لدور صغير في هذا العمل الضخم، وكان ترشيحه لي مبنياً على قناعته الفنية بموهبتي، بعد ما قدمت ثلاثة افلام روائية قصيرة نالت اعجابه، وبالتالي لم تترك مشاركتي في هذا العمل اثراً يذكر، لكنها منحتني الخبرة الاولى في العمل التلفزيوني، وهي الخبرة التي تأكدت بعد ذلك في المسلسل الثاني "اميرة في عابدين" وكانت مشاركتي فيه اكبر، والشخصية التي اؤديها لها تأثيرها الدرامي على مجريات الاحداث، وهي شخصية محامية شابة تصارع العديد من الاشخاص للابقاء على المعاني الجميلة في حياتها، ولا شك في انني تعلمت الكثير من وقوفي الى جوار عدد كبير من فناني هذا المسلسل، وعلى رأسهم الفنانات القديرات سميرة احمد وسميحة ايوب وسميرة عبدالعزيز، كما استفدت من خبرات فنية شابة مثل محمد رياض وحنان ترك وغيرهما... مذاق خاص حتى الآن لم نرك سينمائياً، هل تؤجلين الموضوع قليلاً، أم انك لم تجدي العمل المناسب حتى الآن؟ - أنا مثل كل فنانة في بداية حياتها الفنية، أحلم بالعمل في السينما، وهي خطوة لا بد منها لأنني اعتبر الفن السينمائي ذا مذاق خاص، لا يمكن ان أجده في المسرح أو التلفزيون، فهي ذاكرة الفن بامتياز، وبالتالي لم اؤجل الموضوع لانني حتى الآن لم اجد الدور الذي يعجبني فأؤجله، انا فقط اقرأ ما يعرض عليّ واختار منه ما يناسب تفكيري وقناعاتي، ومع الوقت تتسع خطواتي الفنية، واكتسب الخبرة الكفيلة بجعلي ادخل عالم السينما بخطى واثقة. وإلى أي مدى تستعينين برأي والدتك الفنانة سهير المرشدي في الاعمال التي تعرض عليك؟ - سهير المرشدي صديقة لي قبل ان تكون امي، فهي ربتني على ذلك منذ الصغر، ولذلك اشركها في كل شيء يخصني، لكنها في الوقت نفسه عودتني ان اكون مسؤولة عن قراراتي، وأن اتحمل مسؤوليتها وحدي، وهو ايضاً ما غرسه فيَّ والدي الفنان الراحل كرم مطاوع، وبالتالي كبرت على تحمل مسؤولية نفسي، قبل ان اتكاسل والقي بها على الآخرين، وفي الفن آخذ رأي امي في كل خطواتي، لانني مؤمنة بأنها تملك خبرة فنية وثقافية واسعة، وهي دائماً ما تفيدني، وتضع امام عيني الاشياء التي لم اكن اراها. تستعدين لعمل مسرحي سيكون هو الاول لك، بعنوان "طعام لكل فم" فما تفاصيل هذا المشروع؟ - المسرحية ستقدم على "مسرح الغد" التابع لمسارح الدولة قريباً، ورشحني لها المخرج الفنان محمد متولي وهي من بطولة الفنانين سامي مغاوري ودينا نور، واؤدي من خلالها شخصية فتاة ترتبط بوالدها بشدة منذ صغرها، ويُقتل الاب على يد زوجته وعشيقها، فتقرر ان تنتقم منهما، وتنتظر عودة شقيقها من الخارج، ولكنها تفاجأ بسلبيته وعدم الاهتمام بما حدث لوالده، ومن ثم ينشأ بينهما صراع كبير. وخلال الايام السابقة استطعت الاقتراب اكثر من عملية الابداع المسرحي بصفتها نوعاً آخر من التمثيل، ووجدتني اتعايش بشكل يومي من خلال تدريبات المسرحية مع الشخصية التي سأجسدها، ما خلق بيني وبينها علاقة من الندية والصراع المشترك، وهو شعور جديد أستمتع به في داخلي. على رغم عملك الفني، إلا أنك حتى الآن غير متفرغة له في شكل دائم، إذ تعملين محاسبة في احدى المؤسسات، ألا تنوين التفرغ التام للفن؟ - لا أعتقد بأنني سأكتفي بعملي في الفن خلال الفترة المقبلة، لانني تربيت على ان يكون لشخصيتي الانسانية استقلالها التام، وتعلمت ان اعتمد على نفسي طوال الوقت، ولأن الفن حتى الآن ليس مجالاً احترافياً بالنسبة إليّ، قررت البقاء في عملي الذي ازاوله منذ كنت طالبة في الجامعة لئلا ترغمني الظروف على قبول اعمال فنية لا ارضى عنها لمجرد الاحتياج الى المادة، وحين اجد انني قادرة على العيش من الفن في شكل يرضيني سأتفرغ تماماً له، واترك ما يشغلني عنه. وكيف ترين خطوات الفنانين الجدد من زملائك وزميلاتك؟ - احترم خطوات الفنانين الذين يختارون بعناية ودقة الادوار المستفزة والصعبة التي تعرض عليهم، لان مثل هذه الشخصيات اعتبرها اختباراً حقيقياً لموهبة الفنان، ولكي استطيع شرح وجهة نظري اكثر، اقول لك ان اكثر دور يعجبني لوالدتي سهير المرشدي، الدور الذي جسدته بحرفية وعبقرية كبيرة في فيلم "عودة الابن الضال" للمخرج الكبير يوسف شاهين إذ رصدت حال فتاة تقترت من العنوسة على رغم حبها الكبير لابن العائلة الذي غاب، وحين عاد لم يكن هو الذي احبته قبل سنوات، هذه الشخصية من اكثر الشخصيات التي احببتها لسهير المرشدي، وكذلك ادوارها المسرحية في مسرحيات "ايزيس" و"سالومي" وغيرها. وما هو جديدك الذي سنراه قريباً؟ - اصور حالياً مسلسل بعنوان "شمس يوم جديد" امام الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي ونيللي كريم وعمرو واكد وريهام عبد الغفور، كما قاربت الانتهاء من تصوير مسلسل آخر بعنوان "الامبراطور" مع الهام شاهين وحسين فهمي ومن اخراج جمال عبد الحميد، ومنذ فترة انهيت تصوير سباعية درامية للتلفزيون بعنوان "الشبح" من تأليف الكاتب المسرحي لينين الرملي واخراج عمرو عابدين وبطولة الفنان ابو بكر عزت.