فشلت عصبة الأمم في تحقيق الأمن للعالم في الثلاثينات. وكان السبب فشل الإرادة السياسية الموحدة. وكانت عصبة الأمم تعاني من عدم فاعليتها التنفيذية. وبعد انشاء هيئة الأمم، ومحاولاتها تفادي الأخطاء التي وقعت فيها عصبة الأمم، فشلت في حل المسألة العراقية، كما لم تنجح في ايقاف الحرب في أفغانستان، وفشلت في تحقيق السلام الذي أنشئت من أجله، وفي انقاذ البشرية من ويلات حروب مدمرة. وأصبحت سلاحاً في يد الولاياتالمتحدة الأميركية. ونسأل: ما فائدة عقد اجتماعات مجلس الأمن لمناقشة المسألة العراقية، إذا كانت ا لقرارات لا ولن تنفذ؟ أم أن الولاياتالمتحدة الأميركية حاولت تنفيذ مخططاتها بغطاء من الأممالمتحدة؟ إذا كان هدف الولاياتالمتحدة وحلفائها نزع سلاح الدمار الشامل، فإنهم الآن يدمرون كل شيء... أليس قصف مدينة بغداد بألف صاروخ كروز وتوماهوك، في ليلة واحدة، دماراً شاملاً؟ أليس ضرب البنى التحتية والمدنيين الآمنين تدميراً شاملاً؟ أين هي الأسلحة الذكية التي كانوا يتحدثون عنها في مؤتمراتهم؟ أين هي الأسلحة التي تستهدف القدرات العسكرية العراقية بدقة كما كانوا يقولون؟ هل بهذه الطريقة سوف يكتشفون أسلحة الدمار الشامل؟ هل بهذا القصف الكثيف يكتشفون الأسلحة البيولوجية والكيماوية؟ ان الأمور تتضح يوماً بعد يوم. لقد خطط لهذه لحرب يوم الثاني عشر من أيلول سبتمبر، ثم ماذا كان يفعل المفتشون وخبراء الطاقة؟ أكانوا يبحثون عن أسلحة دمار شامل، وأسلحة بيولوجية، أم كانوا يتجسسون على العراق للتأكد من خلوه من أسلحة تؤثر على سير الخطة الأميركية - البريطاية؟ ثم أين هي أسلحة الدمار الشامل، هل أخذها العراق الى احد الكواكب خارج الأرض؟ اننا نرى بلادنا العربية تتقسم، وخيراتها توزع، فهذا يريد جزءاً، وذاك يريد بئراً نفطية، والآخر يريد الفوز بعقود اعادة اعمار العراق. كيف سنخرج، نحن العرب والمسلمين من هذه الدوامة؟ أليس لنا الحق في العيش بسعادة ورخاء؟ جدة - جلال بوشعيب فرحي [email protected]