وافقت لجنتا الموازنة في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين حيث الغالبية من الجمهوريين، على إضافة 80 بليون دولار على موازنة تمويل الحرب على العراق بناء على طلب من الرئيس جورج بوش. وكان الرئيس الاميركي طلب الأسبوع الماضي من الكونغرس 5،62 بليون دولار لتمويل نفقات الحرب وبدء إعادة الإعمار، و7،7 بليون دولار لتمويل المساعدات إلى تركيا وإسرائيل و3،4 بليون لتعزيز الاجراءات الأمنية في الولاياتالمتحدة بسبب التهديدات الارهابية. وقررت اللجنتان ان تضيفا على هذا المبلغ اكثر من ثلاثة بلايين دولار كمساعدات للشركات الجوية التي تفاقم وضعها المالي الهش بهبوط عدد الرحلات والحجوزات بسبب الحرب على العراق. ووافقت لجنة الموازنة في مجلس النواب على مبلغ 2،3 بليون دولار للنقل الجوي يخصص قسم منها للنفقات الامنية الاضافية، فيما وافقت لجنة مجلس الشيوخ على مساعدة قدرها 5،3 بليون دولار للاغراض نفسها. وأتى التصويت بالاجماع في لجنة مجلس النواب على المبلغ الاجمالي 80 بليون دولار بعد رفض تعديلين، الأول كان يهدف إلى خفض المساعدة الى تركيا ببليون دولار، والآخر لزيادة المبلغ المخصص للأمن الداخلي. وأفادت مصادر برلمانية ان مجلس النواب قد يصوت اعتباراً من أمس على المبلغ الذي وافقت عليه الثلثاء لجنة الموازنة فيه، أما التصويت في مجلس الشيوخ فلن يتم قبل يوم الخميس أو الجمعة، بسبب التعديلات التي قد تدخل على المبلغ الذي وافقت عليه لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ. وهكذا اعلن الديموقراطيون أول من أمس عن عزمهم طلب مضاعفة المبلغ الذي طلبه بوش لوزارة الامن الداخلي ليصل الى تسعة بلايين دولار. من جهة أخرى، تتهم المعارضة الديموقراطية الرئيس بوش بالتضحية بحماية الاراضي الاميركية من اجل الحرب في العراق بطلبه موازنة غير كافية الى حد كبير، في نظرهم، لمكافحة الارهاب داخل الولاياتالمتحدة. وقال زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ السناتور توم داشل ان "للحرب ضد الارهاب جبهتين". وكان داشل يتحدث خلال مؤتمر صحافي اقترح خلاله مضاعفة المبلغ الذي اقترحه بوش للامن الداخلي الى تسعة بلايين دولار. ويعتقد الديموقراطيون ان وضع بوش في هذا المجال غير متين سياسياً. وقال داشل: "يجب ان نبدي مزيداً من اليقظة والحذر وتخصيص الاموال الكافية لمكافحة الارهاب على اراضينا كما في الخارج"، مشيراً الى ان عدداً من الجمهوريين يشاطرون الديموقراطيين قلقهم هذا. الا ان السناتور الذي يمثل ولاية داكوتا الجنوبية امتنع عن توجيه انتقادات الى بوش حول الحرب خشية اتهامه على الفور من قبل خصومه الجمهوريين بانه فقد حسه الوطني في خضم الحرب ضد العراق. ورداً على سؤال حول الانتقادات التي اوردتها الصحافة حول الاستراتيجية العسكرية، اكتفى داشل بالقول ان "العسكر يقومون بعمل ممتاز"، مردداً الاصداء المطمئنة التي تذكرها ادارة بوش. وتهدف الاموال الاضافية التي يطلبها الديموقراطيون الى تعزيز وسائل الشرطة ورجال الاطفاء وخدمات الطوارئ في المدن والبلدات في كل ارجاء البلاد، وهي مسائل يبدي الاميركيون تجاهها مزيداً من الحساسية منذ هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001.