ظلت الاشتباكات متقطعة امس بين قوات "التحالف" الاميركي - البريطاني والقوات العراقية في جبهات جنوبالعراق امس بعد ليل من القصف المدفعي والغارات الجوية المكثفة، خصوصاً على مشارف مدينتي البصرة والناصرية والبلدات المحيطة بهما. وفيما تعرضت نقطة تفتيش بريطانية قرب البصرة لقذائف "مورتر"، ردت الدبابات البريطانية بقصف مدفعي على مصدر النار. واعلنت بغداد استمرار المعارك امس في المنطقة مشيرة الى مقتل 19 من قوات "التحالف" حول البصرة، فيما اعلن ناطق عسكري اميركي ان غارات جوية اميركية استهدفت مركز الاستخبارات في البصرة ليل الثلثاء - الاربعاء. وأكدت القوات الاميركية امس ان وحدة خاصة من مشاة البحرية حررت أسيرة اميركية واستعادت جثتين من مستشفى قرب الناصرية. كما اعلنت القوات البريطانية ان جنديين عراقيين كانا مكلفين تنفيذ عمليات انتحارية إستسلما في ام قصر. اعلن الناطق باسم القيادة الوسطى في قطر الجنرال فنسنت بروكس امس ان القوات الاميركية في العراق انقذت اسيرة حرب اميركية في الناصرية "خلال عملية انقاذ ناجحة ... ونقلت الى منطقة تحت سيطرة التحالف". وقال الناطق باسم وحدة حملة مشاة البحرية ال15 الكابتن جاي لا روزا ان وحدة اميركية خاصة أنقذت الجندية جيسيكا لينش بعدما اسرتها القوات العراقية لمدة عشرة ايام، كما استعادت جثتي جنديين آخريين في غارة منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء على مستشفى عراقي قرب الناصرية. ولينش 19 عاما من مدينة فلسطين التابعة لولاية ويست فرجينيا. وكانت من أفراد سرية الصيانة الاميركية ال507 التي تعرضت لمكمن عراقي في 23 آذار مارس الماضي. وقال الكابتن جاي لا روزا ان لينش تعاني من كسر في الساقين وأحد الذراعين لكن حالها الصحية مستقرة وجيدة. جثث اميركيين وعراقيين واضاف ان القوات الخاصة وجدت ايضاً جثث جنديين اميركيين وثمانية عراقيين، مشيرا الى انه لم تعرف هوية الاميركيين وان كان يعتقد بأنهما من بين مجموعة لينش التي تعرضت للمكمن ذاته الشهر الماضي. لكن ناطقاً اميركياً آخر اشار الى العثور على 11 جثة. وقال الناطق باسم القيادة الوسطى الاميركية في قطر، الكولونيل جوشوا راشنغ ان التقارير الاولى عن مهمة الانقاذ تشير الى العثور على 11 جثة داخل المستشفى او قربها. وقال :"نحن نعمل على تحديد هويات الجثث وسننشر مزيداً من المعلومات لدى توافرها". واوضح ان الهدف من العملية كان انقاذ لينش التي كانت محتجزة داخل مستشفى في الناصرية. وقالت مصادر عسكرية ان مشاة البحرية الاميركية، شنوا هجوماً تمويهياً في الناصرية لإتاحة الفرصة للقوات الخاصة لانقاذ لينش من المستشفى في المدينةالجنوبية التي تواجه فيها القوات الاميركية مقاومة عنيفة من المقاتلين العراقيين. وقال مصدر عسكري اميركي "مشاة البحرية الاميركية ارسلوا قوة كبيرة تقودها دبابات وناقلات جند مدرعة لضرب اهداف في وسط المدينة وللاستيلاء على جسر مهم على نهر الفرات في الوقت الذي كانت تشن فيه الغارة على المستشفى". ولينش واحدة من 15 جندياً اميركيا مسجلين كمفقودين وقعوا في الاسر او قتلوا منذ اخطأت قافلة سرية الصيانة الاميركية 507 الطريق وتعرضت لهجوم من دبابات وجنود عراقيين. وظهر خمسة اسرى ليس من بينهم لينش على شاشة التلفزيون العراقي اضافة الى نحو ثماني جثث، الامر الذي دفع الرئيس جورج بوش الى تحذير العراقيين من انهم سيعاقبون باعتبارهم "مجرمي حرب" لو اساؤوا معاملة الاسرى الاميركيين. وقال مصدر عسكري لمراسل صحافي يرافق قوات "المارينز" قرب الناصرية ان لينش كانت محتجزة في "مستشفى صدام" وهي على بعد كيلو مترين شمال نهر الفرات الذي يعبر المدينة. معارك البصرة وعلى محور منطقة البصرة، اطلقت دبابات بريطانية النار امس على مشارف المدينة بعد هجوم عراقي بقذائف المورتر. وقال صحافي يرافق القوات البريطانية، ان نحو ثلاث قذائف سقطت قرب نقطة التفتيش البريطانية الواقعة داخل حدود مدينة البصرة مباشرة لكنها لم تحدث أضرارا. وقال المراسل انه شاهد واحداً من أعنف الاشتباكات بالنيران في نقطة التفتيش خلال ساعات النهار امس. وردت ثلاث دبابات بريطانية باطلاق النار واستهدفت ثلاث قذائف مبنى يعتقد بأن مقاتلين عراقيين يطلقون النار منه منذ أيام. وقال جندي بريطاني "يطلقون النار علينا ليلاً ونهاراً. هناك عراقيون خلف ذلك المبنى". ... وغارات على المدينة وكانت طائرات قاذفة من حاملة الطائرات الاميركية "كيتي هوك" ألقت ليل الثلثاء - الاربعاء قنابل زنة كل منها 900 كلغ على مركز للاستخبارات العراقية في البصرة. وقال الناطق العسكري الاميركي على متن الحاملة الكولونيل بروك ديوالت امس، ان طائرات "اف اي - 18" و"اف - 14 تومكات" ألقت 16 قنبلة على مركز في البصرة. موضحاً ان قسما من هذه القنابل كان موجها بنظام للتوجيه ب"الليزر". ولم يذكر الناطق تفاصيل عن مركز الاستخبارات. بغداد تتوقع فتح جبهات جديدة وكان وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم توقع ان تفتح القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة جبهات قتال جديدة، وقال في مؤتمر صحافي مساء الثلثاء في بغداد "العدو في انتظار التعزيزات. بالتأكيد فإنه سيفتح جبهات جديدة. نحن نتوقع هذا". واعتبر ان القوات الاميركية والبريطانية لم تحقق اي تقدم في محاولاتها للاستيلاء علي مدينتي البصرة والنجف في جنوبالعراق وان القتال ما زال دائرا حول بلدتي السماوة والناصرية. وقال "القتال في الناصرية مستمر. والوضع في البصرة كما هو ... العدو يندحر في كل مرة يهاجم فيها". ... وتؤكد مقتل 19 من "التحالف" في البصرة واكد الوزير العراقي ان "19 جندياً اميركيا وبريطانيا قتلوا، وان الجنود العراقيين اسقطوا ثلاث مروحيات اباتشي وثلاث طائرات من دون طيار في قطاع البصرة". واكد ان القوات البريطانية استهدفت عمداً المدنيين العراقيين. وقال: "ما ان يتصدى مقاتل عراقي للقوات البريطانية، حتى تعمد الى قصف المدنيين". انتحاريان عراقيان يستسلمان في أم قصر واعلنت قيادة القوات البريطانية في ام قصر مساء الثلثاء ان جنديين عراقيين اثنين اختيرا رغما عنهما ليكونا من الانتحاريين، استسلما للقوات البريطانية. وقال الكولونيل ستيف كوكس ان الجنديين اللذين لم يكن بحوزتهما متفجرات عندما استسلما الاثنين، اعلنا: "انهما لا يريدان ان يقوما بعمليات انتحارية". واضاف: "اننا ندرس قضيتهما" مشيراً الى ان ضباطا بريطانيين من اجهزة الاستخبارات يستجوبونهما ثم سيعتبران اسرى حرب. البريطانيون يدمرون تمثالاً لصدام في الزبير وفي بلدة الزبير الجنوبية والتي احكمت القوات البريطانية سيطرتها عليها اخيراً، وقف حوالى 500 عراقي امس يصفقون لجنود بريطانيين دمروا تمثالا من البرونز يبلغ ارتفاعه خمسة امتار ووزنه خمسة اطنان للرئيس صدام حسين. وقال الكوربورال غرايم تشورش من قوة "جرذان الصحراء" القتالية الخاصة "ما ان رأى السكان ما نفعله، حتى بدأوا بالتعبير عن سرورهم"، اذ انهم يأملون بأن يروا في تدمير التمثال "مؤشراً الى ما ينتظر صدام حسين والموالين له". وكانت مدينة الزبير الواقعة على مسافة 16 كيلومترا جنوب غربي البصرة، لا تزال حتى الثلثاء بين ايدي القوات العراقية. وسحب التمثال الذي يمثل الرئيس العراقي باللباس العسكري بعدما تم تحطيم رأسه، بواسطة آلية من وسط المدينة في اتجاه معسكر بريطاني يقع على بعد حوالى ستة كيلومترات. وطلبت القيادة البريطانية تدمير التمثال، ورأى احد الضباط في هذا الامر وسيلة "لتحرير قلوب العراقيين ونفوسهم" من 24 عاماً من حكم صدام حسين.