تواصلت المعارك العنيفة امس في مناطق عدة من جنوبالعراق بين قوات التحالف الاميركية -البريطانية والقوات العراقية. إذ تعرضت مدينة البصرة المحاصرة لقصف مدفعي من الدبابات البريطانية ولغارات جوية اميركية استمرت في شكل متقطع من ليل الخميس - الجمعة حتى نهار امس، واستمرت حتى وقت متقدم من المساء. ودمر القصف عشرات المباني، خصوصاً الرسمية في كل انحاء المدينة التي اكد ناطق عسكري بريطاني انها "بعيدة كل البعد" عن سيطرة القوات الغازية. واتهم ناطق عسكري بريطاني القوات العراقية باطلاق النار على مدنيين كانوا يحاولون الفرار من المدينة، لكنه قال "لا نملك اي معلومات عن سقوط إصابات". واعلنت بغداد ان قواتها قتلت اربعة من جنود التحالف وأسقطت طائرة صغيرة من دون طيار في منطقة المثنى الجنوبية. وفي مدينة الناصرية التي تعرضت صباحاً لغارات جوية، افيد عن تجدد الاشتباكات على مشارفها، فيما اعلن الجيش الاميركي ان اربعة من مشاة البحرية مارينز فقدوا قرب المنطقة. ذكر صحافيون قرب البصرةجنوبالعراق، ان المعارك تواصلت امس بين القوات البريطانية التي تحاصر المدينة وبين القوات العراقية المتمركزة داخلها. وقالت صحافية ان عناصر من الميليشيات العراقية اطلقوا قذائف هاون من على جسر الزبير عند مدخل المدينة على مواقع بريطانية تقع على الطرف الآخر من شط العرب. وردت القوات البريطانية على النار بالمثل فوراً. وقال الكابتن روبرت سانفورد من اللواء المدرع البريطاني السابع: "حصل تبادل لاطلاق النار كما هو معتاد كل يوم". وذكر مراسل قناة "الجزيرة" في البصرة ان الدبابات البريطانية قصفت مستودعاً للاغذية شمال المدينة واحرقت سيارة تابعة للقناة الاخبارية لدى تصويرها الدبابات البريطانية هناك. واوضح المراسل ان القصف أدى كذلك الى حرق عشر شاحنات تحمل مواد غذائية. كما ذكر ان مصور "الجزيرة" اختفى عقب القصف، بينما تمكن بقية طاقم القناة المؤلف من ثلاثة اشخاص من النجاة والوصول الى داخل البصرة. وكانت المدينة تعرضت ليل الخميس - الجمعة لقصف مدفعي مُركز ولغارات جوية مكثفة. وعرضت "الجزيرة" امس صوراً من معظم انحاء المدينة حيث دمرت عشرات المباني والمنشآت الحكومية، خصوصاً مقر المحافظة ومبنى شركة نفط الجنوب الذي يعتبر من المباني الأثرية في المنطقة. اسقاط طائرة تجسس في البصرة كما بثت "الجزيرة" امس صوراً لطائرة تجسس اميركية من دون طيار وهي تسقط بمظلة، مؤكدة ان المضادات الدفاعية الجوية العراقية اسقطتها في الثالثة بعد ظهر الخميس في البصرة. وأظهرت القناة المئات من سكان المدينة وهم يرقصون فرحاً. ... وفارون من المدينة يتعرضون لاطلاق نار؟ وقال الضابط في اللواء السابع المدرع البريطاني الكابتن روبرت ساندفورد امس ان القوات العراقية اطلقت قذائف "مورتر" على مجموعة من نحو الف مدني ينتظرون عبور جسر الى خارج البصرة في جنوبالعراق صباح امس. مشيراً الى انه لا يعتقد بأن احداً قتل في الهجوم، "لكن امرأة شابة أُصيبت بجروح خطيرة كما أصيب آخرون بجروح طفيفة". وأوضح: "يبدو انه توجد مجموعات صغيرة من الميليشيات العراقية التي تستخدم مدافع مورتر من على ظهر عربات متنقلة صغيرة. وسقطت نحو ثماني أو تسع قذائف مورتر قرب مجموعة مدنيين". واضاف، ان الدبابات البريطانية التي تتمركز قرب الجسر لم تتمكن من الرد لانه تعذر تحديد موقع المهاجمين، وانه كان من المستحيل معرفة هدف الهجوم العراقي الذي حصل في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي. لكن الناطقة العسكرية البريطانية اللفتنانت ايما توماس قالت ان عدد المدنيين الفارين من البصرة يراوح بين "200 الى 300" شخص "كانوا يسعون الى الخروج عبر الجهة الغربية من المدينة". في حين ذكر الناطق باسم الجيش البريطاني الكولونيل روني مكورت من مقر قيادة الحرب في قطر، ان قوات الامن العراقية استهدفت الفين من المدنيين حاولوا الفرار من البصرة. ولم يتضح هل كان مكورت يتحدث عن الحادث نفسه. من جهة اخرى، قال الكولونيل كريس فيرنون الناطق باسم الجيش البريطاني لتلفزيون "سكاي نيوز" البريطاني ان "مدينة البصرة بعيدة كل البعد عن سيطرتنا... لكن بالتأكيد مع زيادة ضغوطنا على البصرة واحكام سيطرتنا العسكرية على المدينة، بحيث يمنع الخروج منها او الدخول اليها، اصبحنا اقرب من اليوم الذي يمكننا فيه نقل مساعدة انسانية الى البصرة". غارات جوية على الناصرية وفي منطقة الناصرية، افاد مصور صحافي امس، ان القوات الاميركية والبريطانية قصفت صباحاً المدينةالجنوبية مما اسفر عن تدمير مركز قيادة عراقي. وسمعت نحو 10 انفجارات في المدينة الواقعة على بعد 350 كلم جنوب غربي بغداد. وقال ضباط ان طائرات ألقت قنبلة على الاقل زنتها 900 كلغ وان الغارات في وسط الناصرية وشمالها دمرت مركز قيادة عراقياً، من دون الاشارة الى سقوط ضحايا. وشهدت الناصرية معارك عنيفة مطلع الاسبوع بين القوات العراقية والاميركية التي عبرت لاحقاً المدينة في طريقها الى بغداد. وقالت القيادة المركزية الاميركية امس ان احد افراد مشاة البحرية الاميركية قتل واصيب آخر بجروح عندما دهستهما عربة اميركية مدرعة في جنوبالعراق. وقال بيان ان الحادث وقع ليل الاربعاء. ضحايا الجنوب وفي حصيلة جديدة لضحايا العمليات في جنوبالعراق، اعلن وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في بغداد امس، ان 346 عراقياً قتلوا وجرح 1495 في محافظتين جنوبيتين منذ بدء الهجوم الاميركي - البريطاني في 20 من الشهر الجاري على العراق. ففي البصرة قتل 116 شخصاً واصيب 695 آخرون بجروح بينما قتل في ذي قار 230 شخصا وجرح 800، لكنه لم يحدد ما اذا كانوا مدنيين او عسكريين. ... وضحايا "التحالف" وأعلن الصحاف ايضاً، ان العراقيين قتلوا اربعة من جنود التحالف الاميركي - البريطاني وأسروا آخرين خلال معارك عنيفة جرت في منطقة المثنى الجنوبية وأسقطوا طائرة. وقال، ان معارك عنيفة اندلعت بين ميليشيا "فدائيي صدام" ومقاتلين من حزب البعث الحاكم من جهة وبين القوات الغازية من جهة اخرى في المثنى، دمرت القوات العراقية خلالها 33 دبابة وعربة مدرعة وناقلة جنود تابعة للتحالف. واضاف ان القوات العراقية دمرت "عربة قائد قوات التحالف وقتلت اربعة جنود كانوا يرافقونه"، لكنه لم يذكر ما اذا قتل القائد ايضاً. وتابع الوزير العراقي ان الجنود الذين كانوا في العربات المدمرة "أُسروا". واكد ان قروياً أسقط طائرة في المنطقة ذاتها وان آخر دمر دبابة. "مارينز" فقدوا في معارك البصرة وتعرفت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون امس على ثمانية من افراد مشاة البحرية مارينز فقدوا خلال اشتباكات على مشارف مدينة الناصرية في وقت سابق من الاسبوع. وذكرت في بيان ان الثمانية الذين صُنّفوا من قبل على انهم مفقودون اشتركوا في عمليات على مشارف الناصرية في 23 من الشهر الجاري. وقال مسؤول عسكري ان "البنتاغون" تأكد حتى الآن من مقتل 26 اميركياً وفقد 17 وأُسر سبعة آخرين. كما نقلت وزارة الدفاع الاميركية مفقوداً اخر الى قائمة القتلى اثناء المعارك وذكرت انه كان فقد خلال محاولة عبور قناة صدام في 24 الشهر الجاري، وان جثته انتشلت في اليوم التالي.