المفاجأة التي راهن عليها "المؤتمر الشعبي العام" والمعارضة اليمنية، كل لمصلحته، انقلبت مفاجآت بعد ظهور النتائج الاولية للانتخابات النيابية التي اجريت اول من امس، وعكّرتها حوادث اطلاق نار في المحافظات. راجع ص7 أبرز المفاجآت ان "التجمع اليمني للاصلاح" بزعامة الشيخ عبدالله الاحمر حصل على ستين في المئة من مقاعد دوائر العاصمة، والمفاجأة الثانية، سقوط وزير الثقافة عبدالوهاب الروحاني ورموز مؤتمرية اخرى في صنعاء. والمفاجأة الثالثة التي ربما شكّلت صدمة لأحزاب المعارضة المنضوية في اطار "اللقاء المشترك" ان "المؤتمر الشعبي العام" الذي تفرّد بالحكومة بعد فوزه بالغالبية الساحقة في انتخابات 1997، عوّض عن نكسته في العاصمة بتعزيز الغالبية الساحقة في يده. وحتى مساء امس اظهرت نتائج فرز الاصوات فوز "المؤتمر" الحزب الحاكم بنحو 217 مقعداً من مقاعد البرلمان 301 علماً ان له في المجلس الحالي 223 مقعداً. وافادت مصادر ان "الاصلاح" الذي خاض منافسة شرسة مع "المؤتمر" فانتزع الغالبية في صنعاء، فاز بنحو اربعين مقعداً، فيما نال "الحزب الاشتراكي" العائد الى البرلمان بعد مقاطعته الدورة السابقة، سبعة مقاعد، و"التنظيم الوحدوي الناصري" مقعدين. ولم تغب سخونة الانتخابات مع اغلاق صناديق الاقتراع أول من امس، وبعدما اشارت مصادر معارضة الى سقوط 14 جريحاً تحدثت امس عن 3 قتلى. لكن الامين العام ل"المؤتمر الشعبي" الدكتور عبدالكريم الارياني أكد مقتل عسكري واحد وجرح مدني، مشدداً على أن الحوادث المتفرقة لم تغيّر الصورة العامة للعملية التي "مرّت بسلام". وكشف أن "المؤتمر" حقق انتصاراً كاسحاً في شبوه وتقدماً في حضرموت، كما أعلن اتفاقاً بموجبه يبقى زعيم "تجمع الإصلاح" الشيخ عبدالله الأحمر رئيساً للبرلمان. ورفض الارياني، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس، الحديث عن هزيمة ل"المؤتمر" في صنعاء، ولم يستبعد رداً على سؤال ل"الحياة" احياء الائتلاف الحكومي بين "المؤتمر" و"الإصلاح"، لكنه قال إن الأمين العام للتجمع محمد اليدومي "رفض الائتلاف فأراح نفسه وأراحنا". إلى ذلك، قال رئيس الدائرة السياسية ل"تجمع الإصلاح" محمد قحطان ل"الحياة" إن حزبه ضمن الفوز بنحو أربعين مقعداً وان عشرين دائرة انتخابية "معرقلة أو شبه محتجزة". وذكر أن أحزاب "اللقاء المشترك" تطمح إلى كسب 25 في المئة من مقاعد البرلمان الجديد. وتأكد أن "الإصلاح" مني بنكسة انتخابية كبيرة في محافظات البيضاء وشبوه والمحويت، إذ لم يحظ بأي مقعد فيها، كما سجل تراجعاً كبيراً في تعز. وفي مأرب توزعت الدوائر الثلاث بين "الإصلاح" و"المؤتمر" ومرشح مستقل تدعمه احزاب "اللقاء المشترك". واتهمت مصادر الحزب الاشتراكي أجهزة الأمن باحتجاز مرشح الحزب في الدائرة 22 في عدن، واعد عبدالله باذيب، وكذلك "رئيس اللجنة الانتخابية" في الدائرة لإرغامهما على التوقيع على نتيجة للتصويت يعتبر أنها مزورة لمصلحة "المؤتمر". وستدشن النتائج النهائية للانتخابات مرحلة جديدة في العلاقة بين "المؤتمر" وأحزاب المعارضة، على رغم أن الغالبية الكاسحة ستريحه من عناء التفاوض على ائتلاف حكومي.