على ما يشبه الجزيرة الخضراء، وقف الفنان سامي كلارك يغني بصوت ذهبي ألِفَ الانتقال بين الأغاني العربية والفرنسية والانكليزية، وامتلك القدرة حتى على اختراق جمود المساحة الجليدية المحيطة به. كان ذلك خلال "استعراض سامي كلارك على الجليد" الذي استضافه مركز التزلج على الجليد في ذوق مصبح لبنان في مناسبة أعياد الفصح. وتجلّت مواهب الرقص الفني على الجليد عند فتيان وشبان تراوحت أعمارهم بين 4 و18 سنة، على ايقاعات "قومي تنرقص يا صبية"، "كنا يومية"، و"أمرك حبيبي"... وغيرها من الأغاني القابعة في ذاكرتنا، الى جانب مجموعة من الأغاني الغربية القديمة والجديدة. ورسمت أياديهم وأجسامهم المتمايلة حيناً والمحلّقة أحياناً، تبعاً للايقاعات الشرقية وبعض الموسيقى الغربية كذلك، بحسب كوريغرافيا غابرييلا المرّ، لوحات فنية تعبيرية، جسّدت من خلال الرقص المنفرد أو الثنائي أو الجماعي بساطة الكلمات. وحملت أمسية عيد الفصح كل معاني التجدد والابداع، إذ ولد للمرة الأولى في لبنان والشرق الأوسط استعراض فني على الجليد امتزجت فيه حركات الرقص الشرقي تحديداً مع الغناء المباشر على أنغام الموسيقى "العتيقة" المسجلة. لم يغامر الفنان سامي كلارك في تجربة جديدة من نوعها برصيده الفني الذي يسجل له 620 أغنية باللغات العربية والفرنسية والانكليزية والألمانية، وستة برامج تلفزيونية وسبعة برامج اذاعية وثلاثة أفلام سينمائية، الى جانب مشاركته في أربعة عشر مهرجاناً عالمياً حاز فيها على ثماني جوائز متنوعة، الا لإيمانه بأهمية "إيجاد مرحلة جديدة في مشوار الفن اللبناني، تتخطى الحفلات العادية". اضافة الى التعريف برياضة التزلج على الجليد. وشارك في إحياء النموذج الأول لهذا النوع من الاستعراضات ثلاثة فنانين شباب، سبق لهم الفوز في احد البرامج الفنية التلفزيونية، تفرّد كل منهم بأسلوبه الخاص، بعد مرافقتهم الفنان سامي كلارك في الكثير من خطواتهم الفنية. وزياد غزال الذي برع في ادائه لأغاني الفنانة اديث بياف، وسحر مارون وحسن اختيارها وادائها للأغاني الانكليزية، اضافة الى الملحن والمطرب ايلي زغريني الذي عزف وغنّى كفنان استعراضي منفرد One man show. استغرقت تحضيرات الحفلة قرابة شهرين، حاولت خلالهما المدربة الفنية سيلفيا كويك تنسيق مواعيد التدريبات مع الدوام المدرسي للمشاركين. وتمّ اختيار 66 راقصاً وراقصة، لم يتمكن بعضهم من اخفاء مظاهر "الولدنة" في الكواليس، فبدت جانيت طوق ابنة التسع سنوات "معجوقة" في البحث عن زميلتها فرانشيسكا غصين، وهي تحاول الاهتمام بملابسها الغجرية وقد تدلت الدوائر الذهبية من منديلها على عينيها الخضراويين. على عكس روزي أبو نصار 12 سنة التي جلست تنتظر بهدوء، فهي واثقة من رقصها "العربي".