بدات في العاصمة الفرنسية مساء أول من امس حفلات "ليالي رمضان الجميلة" التي يحييها المشرفون على مسرح "كافيه دي لا دانس" لتشجيع الموسيقى المتعددة الهوية ومنها موسيقى المغرب العربي الشعبية. وقدم عازف البيانو اللبناني زاد ملتقى في هذه التظاهرة التي تقام للسنة السابعة على التوالي "نشيد الاناشيد" بمشاركة الفنانة فاديا طنب الحاج غناء، كما قدم موشحات مصحوبة مع عزف على البيانو والعود وآلات الايقاع. وحضر جمهور كثيف، غالبيته من المغرب العربي الى المقهى الواقع قرب ساحة الباستيل حيث بالامكان تناول وجبة افطار او القليل من التمر والحليب والقهوة وسط أجواء تضفي طابعاً رمضانياً على المكان. وبيعت جميع التذاكر لحفلة أمس التي أحيتها الفنانة الجزائرية الشابة سعاد ماسي التي يفضلها كثيرون لموسيقاها التي تمزج بين اصول عربية اندلسية وأخرى شعبية محلية اضافة الى الخلط بين الآلات الموسيقية إذ يجاور العود الغيتار الكهربائي والطبلة الباكستانية. وكانت ماسي بعد صدور ألبومها الاخير، مسجلاً اعلى المبيعات، جالت في عدد من المناطق بموسيقاها واغانيها حاصدة النجاح والتقدير حيثما حلت. وشارك في الحفلة الفنان الموريتاني المتعدد المواهب دابي توري وباريس معروفة باكتشافها للاصوات الموريتانية الجميلة، مقدما موسيقاه. وقد اتقن توري العزف منذ سن الثامنة على آلات مختلفة يؤلف موسيقى لها. وتُقام مساء اليوم حفلتان لبنانيتان اولاهما بعنوان "بادام" مستوحى من اغنية للمغنية الفرنسية الراحلة اديث بياف تجمع اجواء موسيقية مستعارة من منطقة مونمارتر ليلاً مع ألحان شرقية ولاتينية وسلافية تمتزج كلها في عالم شاعري حالم وايقاع ساخن تشوبه مرارة ويقدمها نادر مكداشي الذي يعيش في فرنسا. ويقدم توفيق فروخ المعتاد على "ليالي رمضان الجميلة" القسم الثاني من الحفلة عبر تنويعاته على الجاز الملون الممزوج بالعزف الشرقي والآلات التي تعبر عن ثقافة مزدوجة منفتحة على مختلف التجارب الفنية الحديثة. وكان فروخ شارك خلال الصيف في مهرجانات بيت الدين كما سبق ان وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الافلام. وبدوره، سيكون للمغرب العربي حضوره في ليالي رمضان غداً الجمعة مع تقديم المغربي محجوب خلموص المختص بموسيقى الغناوة في مراكش عرضاً راقصاً مع فرقته التي اسسها عام 1993 بعد ان تحول الى محترف لهذه الموسيقى الافريقية الاصل، تأتيه الاجيال الشابة للاستفادة من خبرته. وشارك خلموص الذي احترف موسيقى الغناوى منذ الخامسة عشرة في العديد من المهرجانات الاوروبية. وألف الجمهور هذا النوع من الموسيقى التي تمزج بين ايقاعات الطبلة والطقاطيق مصحوبة بالرقص والغناء. وسيكون الجزء الثاني من سهرة الجمعة جزائرياً تعرض خلاله فرقة "مرزوق" من بسكرة، والتي تتحدر من اصول افريقية - عربية، موسيقاها الخاصة بالعائلة منذ عقود وتشمل العزف على آلة الشقوة، وهي نوع من البوق، اضافة الى آلات تقليدية اخرى متوارثة. وتؤدي الفرقة على وقع هذه الآلات موشحات تشيد بأحد الاولياء "سيدي مرزوق" في ألحان غنية ومتنوعة. وتحيي حفلة الختام في سهرة غد فرقة مغربية - بلجيكية تقدم ايقاعات جاز شرقي ناجمة عن اللقاء بين عازفين ومغنين من بلجيكا وثلاث مغنيات ومغربي. ويختتم المهرجان اعماله مساء السبت المقبل مع زهور حج ناصر وفرقة "الفقيرات" الآتية من عنابة، شمال شرقي الجزائر، والتي تحيي الاعراس والمناسبات الدينية والعائلية والقروية للنساء فقط. وستكون المرة الاولى التي تقدم فيها الفرقة اغانيها الشعبية على المسرح. ومن جهتها، تاتي فرقة "النوبة" العنابية التي تورث الحانها وايقاعاتها شفاها، وهي ايقاعات تكرم احد اولياء المنطقة، فتكتسب حساً دينياً ممزوجاً بالشعائر وتجاوب الحضور الذي يهلل ويكبر ويرقص. وستصحب الفرقة الشيخة ليندا وصيفي محمد طاهر الذي يعتبر الذاكرة الحية لاغاني منطقة عنابة الشعبية.