على رغم الصدمة التي صاحبت سقوط ثاني عاصمة اسلامية في يد الاحتلال الاميركي، في عامين متتاليين في بداية قرن جديد، الا انه ينبغي عدم الركون لمشاعر الاحباط والسخط والتسلي بالقاء الاتهامات، انما المطلوب، الآن وبسرعة، من جماعة العرب والمسلمين استخلاص العبر، والتحلي بروح الصبر واليقين، والعمل على احداث التغيير المطلوب في حياة الأمة ليتسنى لها الثبات في الامر. اولاً، ما حدث في بغداد مرتب ومنسق، وجاء نسخة مكررة عما حدث في كابول. فليست هذه هي المقاومة، ولا الحرب، ولا بغداد، ولم تكن سوى فيلم هوليوودي، فشل في خداعنا او ارهابنا. ثانياً، ما يحدث في مدن العراق من حوادث سلب ونهب لا يمثل شعب العراق الحر، وانما هي قلة موجودة في كل زمان ومكان، ويكفي ان نذكر الولاياتالمتحدة ما حدث من اعمال سلب ونهب في نيويورك، عقب 11 ايلول سبتمبر على رغم وجود عناصر النظام، وفظاعة ما حدث. ثالثاً، لا يوجد انسان يحب بلده وشعبه ويهرب من مواجهة اعدائه، هذا محال. ولا يوجد شعب يفرح بمحتليه، انما هي سكرة سرعان ما تفيق منها القلة التي عانت كثيراً في الماضي، وبعدها تأتي الفكرة، وارادة النضال ضد المحتل الذي لا يهتم لشعب العراق، وانما لمصلحته. وتشهد كابول البائسة على ذلك. رابعاً، هناك غطاء سميك وسد منيع بين القيادة والشارع، ولا علاقة بينهما على الاطلاق. عندما يحين الوقت يتحول البطل الملهم الذي يفدى "بالروح والدم" الى "عدو الله"، في لحظات. خامساً، المطلوب التأكيد على ان الحرية والتعددية والاجتماعية هما احد اهم سبل المقاومة والنصر. سادساً، مذاكرة شروط النصر كما حددها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون* وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين". القاهرة - أيمن حامد [email protected]