غاب وزير الإعلام العراقي السيد محمد سعيد الصحاف، الذي كان يتقاسم أضواء الفضائيات مع "العلوج"، عبر مؤتمرات صحافية من "الطراز العربي"، لكن بقي ندّه اللدود "الجنرال الشاب"، إبن ال44 عاماً، مواصلاً إطلالة يومية من "المركز الإعلامي للتحالف" في قاعدة السيلية في قطر، ويعود سبب الشهرة الى تكليف ممنوح من صديقه قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال تومي فرانكس، بسبب "علاقة وثيقة" كانت ترسخت عندما عملاً لفترة من الزمن في كوريا ولأسباب تكمن أيضاً في الشخصية العسكرية لمتحدث يشارك في "مطبخ العمليات". البريغادير جنرال فينسنت بروكس نائب مدير العمليات في القيادة المركزية تحول نجماً في عالم الفضائيات بكل اللغات، على رغم أنه خاض هذه التجربة للمرة الأولى، فنافست نجوميته فرانكس ورامسفيلد وحتى بوش، لأنه يكشف تفاعلات الحرب على العراق وتطوراتها يومياً بطريقة ووجه صارمين. بروكس الذي يصفه الأميركيون بأنه "SOLDIER...SOLDIER" في إشارة الى أنه "ضابط محترف" كان تخرج في الأكاديمية العسكرية الأميركية عام 1980، وحصل على ماجستير في فنون العسكرية وعلومها ويتقن اللغة الألمانية، تلقى دراسات في "الأمن الوطني" في جامعة هارفرد، وهو أول عميد من الأميركيين السود. وتقول الميجور رومي غرين وهي ناطقة أميركية ل"الحياة" إن بروكس ينتمي الى عائلة عسكرية، فوالده ميجور جنرال متقاعد، وأخوه الأكبر 45 عاماً يعمل حالياً بريغادير جنرال، أما زوجته فهي أخصائية العلاج الطبيعي وهي أيضاً من عائلة عسكرية. وفيما يوضح ملف حياته العسكرية انه تلقى دراسات متقدمة في عدد من المدارس العسكرية قالت المصادر العسكرية الأميركية إنه خبير في مجال الخطط الاستراتيجية والسياسات الدفاعية. وعلمت "الحياة" أنه عمل في بنما وأوروبا أثناء فترة الحرب الباردة، وفي كوريا مع تومي فرانكس، وفي الشرق الأوسط وكوسوفويوغوسلافيا، كما يشير سجله العسكري الى انه حاصل على 9 ميداليات وأوسمة أميركية بينها ميداليتا الخدمة المشتركة والإنجاز العسكري. في المؤتمرات الصحافية لا تقرأ في وجه فينسنت بروكس أو في عينيه أي شيئ من كوارث الحرب أو "انتصاراتها" حتى عندما كان يعلن سقوط بغداد ومدن أخرى، وكان لافتاً أن تخرج من بين شفتيه هذه الأيام ابتسامة مخنوقة أو مكبوتة، عندما يمطره صحافيون بأسئلة ساخنة أو غاضبة تستنكر قتل المدنيين والصحافيين وبينهم مراسل "الجزيرة" الشهيد طارق أيوب، والغريب أن وقفته لا تتغير أثناء المؤتمرات، فلا يحرك يداه تعبيراً عن انفعال أو غضب، كما تبدو ساقاه كأنهما مصبوبتان على الأرض وبلا مفاصل. بروكس أصبح ظاهرة في أحدث حروب العصر، وهو يعلن ما يريد الاميركيون إعلانه وفقاً لمراحل الحرب وسيناريواتها، ويتهرب كثيراً من اعطاء إجابات عن أسئلة محددة، لكنه لم يستخدم ألفاظاً نابية في كلامه عن "النظام العراقي الديكتاتوري"، ولا يستبعد أن تدخل "تسريحة بروكس" عالم "الموضة" في الغرب ودول أخرى.