وصل قائد القوات الاميركية - البريطانية في العراق الجنرال تومي فرانكس أمس الى لندن لاجراء محادثات تتناول التطورات العسكرية في العراق، فيما باشرت قوات مشاة البحرية الاميركية المارينز المسيطرة على العاصمة العراقية إعادة إنتشارها، وانسحبت طلائع منها أمس في اتجاه مدن الجنوب، ومن المقرر ان تنسحب نهائياً من بغداد بحلول الثلثاء المقبل بعد استكمال عملية تسليمها المدينة الى الجيش الاميركي، والتي تبدأ اليوم. وفي غضون ذلك، شهد شمال العاصمة امس معارك ضارية بين عناصر من المقاومة العراقية والقوات الاميركية استخدمت خلاله اسلحة ثقيلة. واعلنت قيادة القوات الاميركية أسر ثلاثين مقاتلاً عراقياً، فيما جرت معركة اخرى شمال بغداد ايضاً سيطرت خلالها القوات الاميركية على مطار كان يستخدم مخزناً للاسلحة والذخائر. وفي غرب العراق، اعلنت القوات الاسترالية انها عثرت على 51 طائرة مقاتلة من طراز "ميغ". اعلن الناطق باسم القيادة المركزية الاميركية الجنرال فنسنت بروكس في المقر العام للقيادة الوسطى الاميركية امس في قطر ان قوات اميركية اسرت نحو ثلاثين مقاتلاً عراقياً ودمرت ثماني عربات عسكرية بعد تبادل لاطلاق النار في شمال بغداد. واوضح الجنرال بروكس في مؤتمر صحافي في قاعدة السيلية، ان "الفرقة الرابعة في مشاة البحرية الاميركية واجهت مقاومة من عناصر شبه عسكرية عندما كانت تتجه شمالاً على الطريق بين التاجي عند المنفذ الشمالي لبغداد والسامراء على بعد نحو مئة كلم شمال بغداد". وقال "خلال الاشتباك دمرت قوات التحالف ثماني عربات عسكرية واسرت اكثر من 30 من الاعداء". وقال بروكس: "ما زالت هناك عناصر تريد المقاومة ولديها الوسائل للقيام بذلك"، مشيراً الى ان الهجمات العراقية باتت معزولة "وغير منظمة من قيادة عليا". الى ذلك، اطلقت القوات الاميركية قذائف مدفعيتها على مواقع لجيوب مقاومة عراقية في مطار بلد، الذي يبعد مسافة 68 كلم شمال بغداد. وقال الكولونيل الاميركي دون كامبل ان القوات العراقية شبه النظامية كانت تستخدم المطار مخزناً لمعداتها العسكرية، وتنقل منه اسلحة وذخائر الى مواقع اخرى حيث تستخدمها في زعزعة الامن. واضاف ان القوات الاميركية أمنت المطار الذي يمكن تحويله مقراً للعمليات في المستقبل. وفي تطور لافت في شأن الطائرات الحربية العراقية، قال الكولونيل الاسترالي مارك اليوت امس ان قواته الخاصة عثرت على 51 طائرة مقاتلة من طراز "ميغ" مخبأة في مطار غرب العراق. واوضح ان بعض تلك الطائرات دفنت او غطت بالتراب بينما اخفي بعضها الأخر في مبان او تحت شبكات تمويه. وقال اليوت: "كانت القاعدة مهجورة نسبياً. كانت هناك مقاومة صغيرة على الطريق اليها ولكن تم التعامل معها بسرعة نسبية. تفرقوا المقاومون بمجرد ان ردت قواتنا على نيرانهم" المارينز ينسحبون من بغداد وفي إطار الخطة العسكرية الاميركية في العراق، تبدأ قوات مشاة البحرية الاميركية التي شاركت في غزو العاصمة بغداد تسليم المناطق التي تسيطر عليها في المدينة الى الجيش الاميركي اليوم في اشارة الى انتهاء مرحلة القتال. واوضح ضابط اميركي طلب عدم نشر اسمه، ان "المارينز تلقوا أوامر بمغادرة المدينة بحلول الثلثاء المقبل. وبدأ البعض بالمغادرة اليوم أمس وسيصل الجيش الاسبوع المقبل". وينتظر وصول عناصر من فرقة المشاة الرابعة التي تضم 30 الف عسكري، وهي اكثر وحدات سلاح البر الاميركي تطوراًَ، الى العراق انطلاقا من الكويت خلال الايام المقبلة لضمان الامن في كل انحاء البلاد. وأكدت قوات المارينز انها ستباشر اليوم التوجه الى المدن العراقية في الجنوب حيث تتسلمها من وحدات الجيش التي تحتلها. من جهة اخرى، وصل قائد القوات الاميركية - البريطانية في العراق الجنرال تومي فرانكس أمس الى لندن لاجراء محادثات خاصة مع رئيس هيئة اركان الجيوش البريطانية الاميرال مايكل بويس. وقالت ناطقة باسم وزارة الدفاع: "انه هنا لعقد لقاء خاص مع رئيس هيئة الاركان في شأن المسائل المتعلقة بالعراق". ولم تحدد الناطقة فترة الزيارة ولا الوجهة المقبلة للجنرال فرانكس الذي كان زار بغداد الاربعاء الماضي للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب في العراق. الى ذلك، اشاد البنتاغون "بنصر عسكري رائع" في العراق، لكنه دعا الاميركيين الى الاستمرار بالتيقظ حيال الارهاب. ووجه هذه الرسالة عشية عيد الفصح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد ورئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز خلال لقاء علني مع موظفين في البنتاغون. وفي حصيلة اولية للحرب على العراق، قال الجنرال مايرز متوجهاً الى القوات العسكرية "لقد كنتم رائعين. فشجاعتكم وموهبتكم وحسكم القيادي وفرت في هذه المرحلة نصراً رائعاً في المعارك". واكد الجنرال مايرز ايضاً ان العالم شهد "اكثر حروب التاريخ انسانية" في اشارة الى عمليات القصف الدقيقة للحد من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين. لكنه حذر بقوله "البعض لا يحب انتصاراتنا" وسيضربون في شكل دنيء، مضيفاً ان الحرب العالمية على الارهاب لم تنته، "فواصلوا الحذر". واعرب رامسفيلد عن ارتياحه من الحرب السريعة التي لم تتبلور فيها المخاوف الخطيرة استخدام اسلحة كيماوية واحراق آبار النفط وموجة كبيرة من اللاجئين. واشاد بخطط الحرب التي اعدها الجنرال تومي فرانكس قائد العمليات في العراق، منتقداً الجنرالات المتقاعدين ووسائل الاعلام التي انتقدت بدء المعارك مع عدد قليل من القوات على الارض نسبياً.