عزز الاكراد العراقيون أمس مواقعهم شرق مدينة كركوك الغنية بالنفط شمال العراق بينما تواصلت عملية اطلاق نار متفرقة من قبل الجنود العراقيين. ودخل جنود جدد من قوات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني التي تسيطر على جزء من كردستان الحكم الذاتي منذ انتهاء حرب الخليج الى مناطق قره انجير التي تبعد 16 كيلومتراً شرق مدينة كركوك. ورافق الجنود الاكراد وحدات صغيرة من القوات الخاصة الاميركية . ولاحظ مقاتلو الاتحاد الوطني الكردستاني تواصل اطلاقات القذائف والمدفعية المتفرقة بينما واصلت الطائرات الاميركية والبريطانية طلعاتها فوق مدينة كركوك. وكان المقاتلون الاكراد قد فرضوا سيطرتهم الجمعة على منطقة قره انجير، في منتصف الطريق بين مدينة جمجمال التي تسيطر عليها قوات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وكركوك بعد انسحاب الجنود العراقيين نحو هذه المدنية . واكد زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طلباني أول من أمس ان اي هجوم على كركوك ، المدينة النفطية الاستراتيجية ، والتي تقع على بعد 300 كيلومتر شمال بغداد يجب ان يتم بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة والحزب الديمقراطي الكردستاني ، الفصيل الثاني الذي يتقاسم السيطرة على كردستان "الحكم الذاتي". وكان الجنود العراقيون تركوا مواقعهم على الخط الفاصل في المنطقة الكردية قوش تبه التي تبعد 60 كيلومتراً شمال مدينة كركوك، تاركين المجال للاكراد للتقدم نحو هذه المدينة، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية. وصرح مصدر عسكري في الحزب الديموقراطي الكردستاني ان "الجنود العراقيين تركوا مواقعهم قبل يومين وتراجعوا مسافة ثمانية كيلومترات على طريق كركوك". واستطاع مراسل وكالة "فرانس برس" في المكان ان يشاهد ان القوات الكردية البيشمركة تقدمت لمسافة لاتقل عن سبعة كيلومترات نحو هذا الطريق. وبحسب القوات الكردية التي تقدمت ، فان العراقيين تراجعوا الى حدود منطقة بيرده . واكد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق مسعود البارزاني من جهته ان قواته "تنسق" مع قوات الاتحاد الوطني الكردستاني التي حققت تقدما كبيراً في اتجاه كركوك. وقال البارزاني في مؤتمر صحافي "بحسب معلوماتي لم يحصل اي هجوم على المواقع العراقية. فالعراقيون انسحبوا من مواقعهم والبيشمركة لم يشنوا اي هجوم". وكان البارزاني يرد على سؤال حول التقدم الذي حققه خصمه الاتحاد الوطني الكردستاني في اتجاه مدينة كركوك النفطية. وعلى سؤال آخر لمعرفة ما اذا كان حزبه ينوي ان يتقدم هو ايضا في اتجاه كركوك، قال البارزاني "كل ما سنقوم به سيكون بالتنسيق مع الاتحاد الوطني الكردستاني" وذكر بان الفصيلين اقاما قيادة عسكرية مشتركة للقيام بعملياتهما في اطار الحرب على العراق. عمليات قصف وفي هذه الأثناء، قصفت مقاتلات من حاملة الطائرات الاميركية "تيودور روزفلت" صباح أمس موقعين لقاذفات صواريخ أرض - جو شمال العراق، بحسب ما اعلن طياران شاركا في العملية. واضاف الطياران ان هذين الموقعين تم رصدهما برادارات الطائرات التي كانت تقوم بمهمة ليلية لحماية مطار في شمال العراق. وقال احد الطيارين ويلقب ببانشو "كنا في محيط المطار لمنع اي تهديد محتمل قد يأتي من الجنوب ضد قواتنا في الشمال". واضاف طيار آخر ملقب بوايد "حلقنا على علو مرتفع لنكون خارج اي تهديد وعلى مسافة لا يمكن لصواريخهم ان تطالنا". وقصفت القوات العراقية أمس مناطق قرب مدينة جمجمال شمال العراق واصابت اراض كانت تسيطر عليها منذ يومين فحسب قبل انسحابها نحو كركوك. وبدا ان الصواريخ او القذائف الصاروخية سقطت غرب المدينة على بعد بضعة كيلومترات في اتجاه كركوك التي تبعد 35 كيلومترا.