هزت مجموعة من الصواريخ وقذائف المدفعية بلدة جمجمال التي يسيطر عليها الاكراد أمس في رد من الجيش العراقي على تقدم مقاتلين أكراد موالين للولايات المتحدة في اتجاه مدينة كركوك الشمالية. ووقع انفجاران كبيران في التلال القريبة، وأعقبهما بعد دقائق انفجار ثالث اصاب نقطة تفتيش كردية قرب وسط البلدة. وشاهد مراسل ل"رويترز" زجاجاً محطماً وحفرة صغيرة لكنه لم ير علامات على وقوع اصابات في نقطة التفتيش. وخلال الدقائق الثلاثين التالية سقطت أربع قذائف اخرى واخطأت ثلاث منها أهدافها بينما أصابت الرابعة ضاحية صغيرة للبلدة. ولم يرد على الفور ما يفيد عن وقوع اصابات. وأعلن نائب الرئيس العراقي عزت ابراهيم المكلف الدفاع عن منطقة الشمال ان العراقيين سيقاومون في الشمال "بالشراسة ذاتها التي يقاومون بها في الجنوب". وقال في لقاء مع مسؤولين محليين "ان العراقيين سواء كانوا من القوات المسلحة او من حزب البعث او من الشعب او من القبائل هم في موقع قوة لانهم استعدوا اكثر من اللازم لهذه المعركة". واضاف: "سنقوم بنشرهم في كل الجبهات ليتمكنوا من المشاركة في هذه المعركة المشرفة وقتل العدو في نينوى والتيميم والانبار وديالا كما يفعلون في الفرات الاوسط". وأكد ابراهيم ان العدو "سيهزم"، معرباً عن اعتزازه للتحضيرات الجارية شمال البلاد للمقاومة. ونفى وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف من جهته، ان تكون قوات معارضة كردية سيطرت على موقع عراقي على طريق يؤدي الى مدينة كركوك. وقال ان "الاميركيين يحاولون صرف النظر بهذه الرواية عما يتكبدونه في الجنوب"، متهماً قوات التحالف ب"بث السموم". وكان المسؤول العسكري الكبير في الاتحاد الوطني الكرستاني رستم حميد رحيم اعلن "ان الجيش العراقي انتهى. تلقى الجنود الامر بالانسحاب للدفاع عن المدينةكركوك. وتقدم رجالنا حتى قره انجير من دون معارك". وقال رحيم ان البشمركة المقاتلين الاكراد سيواصلون نزع الالغام عن الطريق الرئيسية في اتجاه كركوك، مضيفاً انه طلب مساعدة الاميركيين لقصف المواقع العراقية خارج هذه المدينة. وبحسب مصادر كردية، فان الوحدات العراقية انسحبت حتى الحدود الداخلية لكركوك. وكانت متمركزة على سلسلة جبال تطل على جمجمال على بعد 40 كلم شرق كركوك وتخلت عن حصونها بعد سلسلتين من الغارات الجوية الاميركية قبل بضعة ايام. وتستعد قوى التحالف لفتح جبهة جديدة في شمال العراق بعدما قامت بانزال ليل الاربعاء - الخميس الماضي نحو الف جندي من اللواء 173 من القوات البرية الاميركية المتمركزة في افيانو قرب فيسينزا في ايطاليا. ونقلت عشرات من الآليات العسكرية الاميركية الى كردستان العراق ليل أول من أمس في عمليات مجوقلة. وجمعت آليات النقل من انواع الجيب والشاحنات قرب مدرج حرير شمال شرقي اربيل حيث سمعت حركة جوية مكثفة ليلاً ولكن لم تظهر اي دبابة انطلاقا من الطريق المحاذية لمدرج هبوط الطائرات. وجثمت على المدرج أربع مروحيات من طراز "سي ستاليون" بينما كان عددها لم يتجاوز الاثنين أول من امس. وتوقع رئيس اركان سلاح البر البريطاني الجنرال مايك جاكسون أمس حصول "تطورات جديدة" شمال العراق حيث لا تزال الجبهة الجديدة التي فتحتها القوات الاميركية "متواضعة" في الوقت الحاضر. وقال: "ان الجبهة الشمالية فتحت الان. اقر بانها متواضعة، لكنني اتوقع حصول تطورات جديدة هناك". وتابع: "ن الاميركيين لديهم قدرات عسكرية غير محدودة عمليا مقارنة بقدراتنا". في هذه الأثناء، أعلن مسؤولون اكراد ان الاف المقاتلين الاكراد مدعومون بقوات اميركية خاصة سيطروا أمس على قرى في شمال العراق تابعة لحركة "انصار الاسلام" التي تتهمها واشنطن باقامة علاقة مع تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة ابن لادن. واوضح المصدر نفسه ان نحو ثمانية الاف مقاتل من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني سيطروا على عدة قرى كانت تحت سيطرة انصار الاسلام بين مدينة حلبجة الكردية والحدود الايرانية. واضاف المسؤول ان "عشرات" من عناصر القوات الخاصة الاميركية كانوا وصلوا الى كردستان قريباً ساعدوهم في الهجوم.