اعتبرت منظمة "الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة" يونيسكو تراث العراق "مهد المعرفة الإنسانية" الذي تعرض للدمار اثر نهب وتخريب متاحف بغداد وتكريت والموصل واحراق المكتبة الوطنية ومكتبة المصاحف، كنزاً نفيساً "لا يقدر بثمن". وفي مؤتمر صحافي عقد في مقر المنظمة الدولية في باريس ضم ثلاثين اخصائياً عالمياً في التراث والآثار العراقية، أعلن مدير بعثات الآثار الاميركية في العراق ماكغاير غيبسون: "علمنا للتو ان متحف تاريخ العراق الذي يعتبر من المواقع الأكثر اماناً، تعرض للنهب". وأوضح: "نعلم ان مجموعة الألواح المسمارية المصنوعة من الطين والبالغ عددها 80 ألفاً، فقدت من متحف الآثار في بغداد، كما فقدت القطع الصغيرة من متحف الموصل والتي كانت وضعت في مأمن في بغداد". وتحدث عن "فقدان التماثيل الكبرى لموقع الحضر شمال التي ادرجت على لائحة التراث العالمي ليونيسكو". وتم احراق "مجموعات عدة لمخطوطات الأرشيفات الوطنية، بينها كل أحكام المحاكم الإسلامية منذ القرن السادس عشر، وتحولت الى رماد مكتبة القرآن في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وكذلك المكتبة الوطنية". وعن الكنوز المودعة في المصرف المركزي التي نهبت بدورها، اعترف غيبسون بعدم معرفته بها. وقال ان "المصرف يضم مباني عدة ولا نعرف المبنى الذي اصيب". وأضاف انه يجهل أيضاً ما اذا كانت "دار صدام" في حي حيفا الذي يضم أكثر من أربعين ألف مخطوطة قديمة ومنمنمات تعود الى القرون الأولى للإسلام، سلمت من الخراب. وخلص غيبسون: "منذ كانون الثاني يناير سلمنا العسكريين الأميركيين وتجار الأعمال الفنية لائحة بآلاف المواقع الواجب حمايتها ووجهت رسائل وبريداً الكترونياً إلى وكالات الصحافة وإلى نيويورك تايمز وواشنطن بوست. ثم رأيت البرقيات ترد عن الدمار وعمليات النهب". وفي بغداد ، اتهم علماء آثار عراقيون القوات الاميركية بارتكاب "جريمة العصر" لعدم حمايتها محتويات المتاحف العراقية من عمليات النهب والمواقع الاثرية العراقية من التدمير. وقال مدير المتحف الوطني العراقي في بغداد دوني جورج ان "ماحصل للمواقع الاثرية وما حدث في المتحف العراقي يشكل جريمة العصر لان هذا أثر على تراث الانسانية". واضاف: "يقولون ان هناك اولويات اخرى للولايات المتحدة غير متحف بغداد".