دول كبرى تهرول نحو الانتحار، بلاد عربية تندفع اندفاعاً أعمى إليه. حكام وأدباء وصحافيون يجرون صوب الموت، من دون وقفة تفكير أو لحظة تردد، ولا حتى راحة قصيرة من عناء الركض والاندفاع. ومن ميزات الانتحار الأدبي التعميم والاصرار. ولعل قراء "الحياة" لا يمكنهم أن يتجاهلوا ان بعض مقالاتها تكاد تكون مكتوبة في الوكالات الأجنبية أو في بعض السفارات. وأصحاب هذه المقالات لا أزال حائرة في شأنهم ولا أعرف جنسيتهم. فاذا تحدثوا عن الاجتماع، فهم عرب محافظون، وإذا تحدثوا في السياسة نشعر ان مقالاتهم جاءت جاهزة من مكاتب غير مكاتب الصحيفة. ظننت أنهم ليبراليون، وأخشى أن يكونوا عرباً، أخشى... لأن طفلاً ولد وتربى تحت ظلال العروبة والإسلام لا يكون يوماً عربياً، ويوماً أخر أجنبياً. من أين جاءت هذه التشكيلة؟ لو كان الاختلاف في الرأي أو الاتجاه أو حتى العقلية، لوجب احترامه. ولكنه انتحار لاشعوري يدفع الكاتب الى قدره المحتوم، وان الزمان يدور، وأن ما تخطه الأيدي إدانة تاريخية ثابتة. بيروت - رضية احسان الله