حث هانس بليكس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق على السماح بعودة المفتشين وان كان لا يرى علامات تذكر على الاستعداد لعمل ذلك. وقال بليكس في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الالمانية في عددها الصادر اليوم: "وصل التحالف الى العراق كمحرر ومحتل، وهذا الوضع له عيوبه. اذا وجد خبراؤهم فعلا اسلحة دمار شامل، فإن صدقهم يمكن ان يصبح موضع شك، لذلك فإنني اؤيد ان تعود هذه المهمات الى مسؤولية متخصصين يتمتعون بالشرعية الدولية". وأوضح: "لم نزعم أبداً ان العراق فيه اسلحة دمار شامل، وان كان لا يمكن استبعاد ذلك. والآن سنرى ان كانت لندنوواشنطن على صواب. ان لدي فضولاً كبيراً، ولا يسعني الا ان اتمنى لهم التوفيق في بحثهم". لكن "أود ان اشير فقط الى ان التحالف العسكري رفض المساعدة التي نقدمها ولم يترك مجالا للتعاون. كما انني سمعت انهم يريدون ان يسرقوا خبراء منا من دون نجاح حتى الآن". وقال بليكس الذي تم سحب مفتشيه من العراق قبل وقت قصير من اندلاع الحرب على العراق في 20 آذار مارس انه لا يتوقع القيام بزيارات اخرى الى بغداد. واضاف "انني اعد تقريري الاخير الى مجلس الامن وسأعود الى وطني في السويد مع نهاية عقدي في حزيران يونيو" المقبل. وتأتي تصريحات بليكس لتزيد حراجة الموقف الأميركي الرافض للتعاون مع المفتشين الدوليين، نظرا لأن الحرب على العراق شنت بالأساس بذريعة تجريده من أسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر على أي منها حتى الآن، على رغم انهماك بضعة آلاف من الجنود والوحدات الخاصة الأميركية في عملية تفتيش واسعة في البلاد. ودعا لي فاينشتاين العضو في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي في تصريح الى "نيويورك تايمز" الإدارة الأميركية إلى التحلي بالشفافية قدر الأمكان في مسألة التفتيش عن الأسلحة في العراق، فيما حذر خبراء أسلحة أميركيون آخرون من خطورة استمرار عملية التفتيش الجارية حاليا على النمط غير المجدي الذي بدت عليه حتى الآن. ومن جهته قال رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن ديفيد أولبرايت "كنا نتهم المفتشين الدوليين أنهم عاجزون وغير كفؤين... والآن يظهر رجالنا أكثر عجزاً وغير قادرين على كشف أي شيء". من جهتها حذرت أمس الهيئة العربية للطاقة الذرية مقرها في تونس من تدمير المختبرات العلمية العراقية وتسرب مواد مشعة منها مما قد يؤدي إلى "تلوث إشعاعي إضافي". وطلب المدير العام للهيئة محمود نصر الدين لبناني في رسالة بعث بها الى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي "أن تعمل الوكالة والهيئات الدولية الأخرى على حماية ما تبقى من بنى تحتية معدة للتدريس والبحث العلمي في الجامعات العراقية ومؤسسات البحث الأخرى".