أعلن العراق انه سيقدم شكوى الى رئيس هيئة التفتيش الدولية من تصرفات "غير مبررة" لبعض الخبراء، فيما يعتزم المفتشون دعوة عدد من العلماء العراقيين الى قبرص للتحقيق معهم. ورداً على مطالبة فرنساالولاياتالمتحدةوبريطانيا تزويد المفتشين معلومات عن أسلحة الدمار الشامل، أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان واشنطن سلمت الخبراء الدوليين منذ أيام، "معلومات مهمة" وستنتظر بعض الوقت قبل أن تسلمهم معلومات أخرى. وفيما كان بليكس والمدير العام لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي مجلس الأمن على ت؟؟ لملف الأسلحة العراقية، أعلن ديبلوماسي غربي في بغداد ان العراق "صادق عندما يقول ان المفتشين لم يعثروا على شيء محظور". صرح الفريق عامر السعدي المستشار في ديوان الرئاسة أمس بأن العراق سيقدم شكوى الى كبير المفتشين الدوليين خلال زيارته المقبلة لبغداد حول تصرفات "غير مبررة" لخبراء الاممالمتحدة. وأضاف السعدي لوفد من دعاة السلام من جنوب افريقيا ان المفتشين طرحوا "اسئلة غير مبررة" خلال زيارتهم قواعد عسكرية لا علاقة لها بأسلحة الدمار الشامل. وتابع انها "شكوى ستقدم علناً وللمسؤولين" عن عمليات التفتيش، هانس بليكس ومحمد البرادعي، "ليعملا على ان لا تتكرر مثل هذه الاسئلة". وزاد: "نعتزم توضيح ذلك مع بليكس والبرادعي عندما سيأتيان الاسبوع المقبل". وأوضح السعدي انه خلال الزيارات الى قواعد عسكرية طرح المفتشون اسئلة تتعلق بشبكة القيادة او بالتغييرات في المواقع خلال السنوات الاخيرة. وقال: "اذا كان موقع للانتاج تحت رقابة مستمرة او موقع خاضع لعمليات تفتيش منتظمة فإن مثل هذه الاسئلة تكون مبررة، ولكن الذهاب الى قاعدة عسكرية وطرح مثل تلك الاسئلة أمر غير مبرر". وشدد على ان "طرح مثل هذه الاسئلة في قاعدة عسكرية وفي الوقت الذي يتم فيه تهديد العراق بشن هجوم هو شيء لا يمكن قبوله". وقال: "يمكن ان تكون هذه التصرفات نتيجة اخطاء شخصية من قبل المفتشين او نتيجة الجهل. كل هذا يجب توضيحه". وللمرة الاولى تعلن بغداد انها ستطلب مثل هذه التوضيحات منذ ان اكد الرئيس صدام حسين ان المفتشين يقومون بأنشطة تجسسية. وذكرت مجلة "تايم" الاميركية ان المفتشين يعتزمون دعوة عدد غير محدد من العلماء العراقيين للتوجه الى قبرص لاستجوابهم. وأضافت انهم قد يدعون اعتبارا من الاسبوع المقبل علماء يشاركون او شاركوا في الماضي في برامج عراقية للتسلح، للتوجه الى قبرص طبقاً لنص قرار مجلس الأمن 1441. ويسمح القرار للمفتشين باستجواب العلماء خارج العراق لتجنب تعرضهم للترهيب. الا ان القرار لا يتضمن اي بند عن طريقة اجراء هذه اللقاءات في "مكان آمن" ولا الاجراءات التي يجب اتخاذها في حال طلب العلماء لجوءاً سياسياً. ونقلت المجلة عن بليكس قوله "لن يخطف احد ولسنا وكالة لانتاج المنشقين". واضافت ان "التزام اللجنة الصمت حول العلماء الذين تعتزم استجوابهم وطريقة نقلهم الى خارج العراق ليس مفاجئاً". باول: على المفتشين أن يكونوا أكثر جرأة صرح وزير الخارجية الاميركي كولن باول في حديث نشر أمس ان الولاياتالمتحدة بدأت تسليم الاممالمتحدة معلومات عن برامج الأسلحة العراقية لكنها تتحفظ عن كشف بعض المعطيات التي حصلت عليها من مصادر سرية جداً. وقال لصحيفة "واشنطن بوست" ان معلومات "مهمة" تم تسليمها منذ ايام للسماح للمفتشين الموجودين في العراق بأن يقوموا بعملهم "بطريقة اكثر جرأة وشمولية". لكنه اضاف ان الولاياتالمتحدة "لا تفتح كل الابواب" وتتحفظ عن كشف بعض المعلومات التي حصلت عليها من مصدر بالغ السرية، بانتظار ان ترى "كيف سيكون المفتشون قادرين على معالجة واستخدام" المعطيات التي نقلت اليهم. وقال وزير الخارجية الاميركي ان "الطريقة التي حصلنا فيها على المعلومات سرية للغاية وعدم معالجتها او استخدامها بطريقة جيدة سيؤدي الى خسارة هذا المصدر". وأفادت الصحيفة "ان المعلومات التي قدمت حتى الآن الى الأممالمتحدة تتعلق بشكل خاص بالمواقع التي يشتبه بأنها استخدمت لانتاج وتخزين الأسلحة". وكان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان طالب لندنوواشنطن بتزويد المفتشين "الوسائل والمعلومات" التي تساعدهم في تأدية مهماتهم. وفي 20 كانون الاول ديسمبر انتقد بليكس بريطانياوالولاياتالمتحدة واتهمهما بأنهما لا تقدمان معلومات كافية الى الاممالمتحدة حول مواقع عراقية يشتبه بوجود اسلحة دمار شامل فيها. وقال باول ان واشنطن لم تتخذ اي قرار في شأن نزاع محتمل مع العراق مضيفاً "اعتقد ان الحرب مسألة جدية جدا لنقوم بتكهنات من هذا النوع". وأضاف ان المرحلة المقبلة المهمة ستكون في 29 كانون الثاني يناير عندما سيكون على المفتشين ان يقدموا الى مجلس الامن تقريرا حول نتائج الايام الستين الاولى من مهمتهم في العراق. وقال وزير الخارجية الاميركي ان "المهلة النهائية الاخيرة هي 29 الجاري وسنرى ما عثر عليه المفتشون وما يعتقده رئيسا بعثة المفتشين حول وجود او عدم وجود اسلحة دمار شامل او عدم معرفتهما بذلك". الى ذلك، اجبر الطقس السيئ المفتشين على التخلي عن عمليات من الجو لكنهم واصلوا عملهم بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل. وقال شهود ان ثلاث طائرات هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة تحمل خبراء أسلحة عادت الى بغداد بسبب سوء الاحوال الجوية فوق شمال وغرب العراق. وحلقت طائرات الهليكوبتر التي كانت ترافقها طائرتان عراقيتان ساعة قبل أن تتخلى عن مهمتها. وأضاف مسؤولون عراقيون ان خبراء آخرين من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة ومن الوكالة الدولية للطاقة الذرية توجهوا الى سبعة مواقع على الأقل في وسط العراق. وتوجه خبراء صواريخ الى ثلاثة مواقع هي منشأة "الرفاه" في بغداد و"الحارث" في التاجي على بعد 15 كيلومترا شمال العاصمة و"الميلاد" في اليوسفية على بعد 20 كيلومترا جنوببغداد. وتوجه خبراء أسلحة كيماوية الى منشأة "الرياح" في التاجي والى "العينية" في بيجي. وزار فريق من خبراء الاسلحة البيولوجية مختبراً طبياً في بغداد بينما توجه فريق تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى منشأة القادسية.