تطلع الاتحاد الأوروبي الذي يشهد أكبر توسعة في تاريخه إلى خارج حدوده الجديدة أمس، داعياً إلى علاقات أوثق مع جيران مثل روسياوأوكرانيا. وفي بيان مشترك صدر في أثينا غداة توقيع عشر دول غالبيتها شيوعية سابقة معاهدة ضمها إلى الاتحاد، تعهدت 41 دولة أوروبية من بينها الدول الخمس عشرة الأعضاء حالياً في الاتحاد، برأب الخلافات الاقتصادية والسياسية في ما بينها. وقال رومانو برودي رئيس المفوضية الأوروبية في مؤتمر صحافي: "هذه هي رؤيتنا لأوروبا. أوروبا لم تتوسع من منطلق الأنانية والانعزال بل توسعت بعرض علاقات جوار أوثق على جيرانها". ويحرص برودي وغيره من زعماء الاتحاد على تجنب إيجاد أي انقسامات جديدة تذكر بالحرب الباردة في أوروبا الموسعة، لكنهم قلقون من عرض عضوية كاملة على دول فقيرة مثل أوكرانيا ومولدوفا أو على روسيا وهي دولة أكبر حجماً من تلك التي دعيت إلى الانضمام في شرق أوروبا. واتفقت الدول في بيانها على تشجيع التجارة والاستثمار وفتح الأسواق ومكافحة الجريمة المنظمة وإقامة شبكات للطاقة والمواصلات واحترام حقوق الإنسان وحكم القانون. وقال رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس مضيف القمة التي تستمر يومين إن "أثينا هي مركز الخطوات الجديدة لنعرف ما يمكننا عمله لضمان أن تعمل أوروبا في شكل موحد على رغم كل الخلافات على تحقيق السلام والرخاء". ويذكر أن الدول العشر المنضمة إلى الاتحاد هي بولندا وهنغاريا وسلوفينيا وسلوفاكيا وتشيخيا وليتوانيا وأستونيا ولاتفيا وقبرص ومالطا. وستنضم هذه الدول رسمياً إلى الاتحاد الاوروبي بحلول أيار مايو 2004. وسيمتد الاتحاد الأوروبي الجديد الذي يضم 25 دولة ويبلغ عدد سكانه 450 مليون نسمة، من المحيط الأطلسي إلى بحر البلطيق، ومن الدائرة القطبية في فنلندا إلى قبرص. وتأمل بلغاريا ورومانيا في الانضمام إلى الاتحاد بحلول عام 2007، وتطمح تركيا إلى بدء محادثات الانضمام في 2005. وأبلغ الاتحاد دول يوغوسلافيا السابقة وألبانيا، أن في إمكانها الانضمام كذلك للاتحاد يوماً ما. لكن ذلك يترك جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق مثل أوكرانيا ومولدوفا وروسيا البيضاء وروسيا نفسها. وقال برودي إن الاتحاد يريد أن يقدم إلى هذه الدول مزايا العضوية من دون حقوق التصويت والمشاركة الكاملة في مؤسسات الاتحاد. وأضاف: "لن تكون مجرد علاقة تجارية أو اقتصادية. بل روابط وثيقة تشمل القضايا السياسية والإدارية والمسائل المتعلقة بالعدالة والشؤون الداخلية". وفي بادرة رمزية دعت روسيا زعماء الأعضاء الحاليين والمستقبليين إلى الاحتفال الشهر المقبل في سان بطرسبورغ مسقط رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.