استخدم السوريون الهاتف الخلوي وسيلة للتعبير عن مشاعرهم وابداء الاستياء تجاه قوات التحالف الأميركية - البريطانية في حربها على العراق. وحملت الرسائل القصيرة التي راحوا يتبادلونها عبر أجهزتهم طرفاً ونوادر تتعلق بسير المعارك ودعوات باسم "أضعف الايمان" تحضّ على الصوم والدعاء في أيام معينة لنصرة "الأشقاء". واستفاد بعضهم من خدمة المعلومات من "الويب" لبث رسائل قصيرة "أس أم أس" SMS الى شاشات الهواتف الخلوية التي توفرها بعض الشركات عبر مواقعها في الانترنت مثل "رسالة دوت كوم" لأن شركتي "سيريتيل" و"انفستكوم"، المشغلتين للخدمة في سورية، لم تدعما شبكاتهما بهذه الميزة بعد. وشهدت منافذ بيع خطوط الهاتف الخلوي إقبالاً ملحوظاً منذ الساعات الأولى للحرب مستفيدة من سلسلة العروض المغرية والتخفيضات على رسوم الاشتراك التي استبقت بدء الضربة الأولى. وعزا مختصون تزايد الطلب الى شغف السوريين بوسائل الاتصال الحديثة وبروز استخدامات جديدة فرضتها الحرب على العراق. وقدمت حلب العاصمة الاقتصادية لسورية وثاني أكبر المدن نموذجاً لذلك. فقد شغلت الحرب على العراق حصة كبيرة من الرسائل القصيرة التي ترد الى شاشات الهاتف النقال لدى الحلبيين. ولاحظ معتز قطان، مالك محل لبيع الأجهزة الخلوية، اعتماد الرسائل على الأسلوب الخطابي المباشر في الدعوة الى "المشاركة" في الحرب من خلال "صوم أيام الاثنين والجمعة من كل أسبوع واستهلال الصلوات بالأدعية على اعتبار تغيير المنكر باللسان من أضعف الايمان عندما تغيّب الخيارات الأخرى أمام الانسان". وعزا محامي، صاحب منفذ بيع للخطوط الخلوية، الإقبال الكبير للحلبيين على اقتناء الأجهزة الخلوية الى رغبتهم في سماع آخر الطرف التي تدور حول الحلفاء "الغزاة" وحرصهم على تناقل أخبار "الانتصارات"التي حققتها المقاومة العراقية خلال الاسبوعين الأولين من الحرب. "وصلتني رسائل عدة في تفسير كلمة علوج التي استخدمها وزير الاعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف كثيراً في تصريحاته، ومنها الخنفساء والأتان والقملة... ومن الطرف المتبادلة ان الرئيس جورج بوش حاقد على الرئيس السابق صدام حسين الذي يلقبه الحلبيون بأبي بريص نوع من السحالى لأن الأخير غلبه في مبارزة بالمصارعة بوجود كوفي أنان في اجتماع سري بينهما السنة الماضية. وتقول أخرى ان طوني بلير استقال من الحياة الدنيا لأنه "قتل بنيران صديقة"، وأن الديموقراطية الأميركية منحت جميع العراقيين تأشيرات دخول الى الولاياتالمتحدة على ان يعملوا رعاة بقر بعدما احتلت آبار النفط العراقية". ووجّه المشاركون في الاعتصام المفتوح أمام كلية الطب البشري في جامعة حلب رسائل عبر الأجهزة النقالة تدعو الشبان الى المشاركة في الاعتصام منذ بدء الهجمات "للتنديد بالعدوان الأنغلو - أميركي على الشعب العراقي وفضح المجازر المرتكبة بحقه". ويلفت أحد المشاركين الى نشرة أخبار معلقة على الأعمية وتتناول سير العمليات العسكرية وأخبار الحرب يتم تجديدها في شكل مستمر عبر المعلومات الواردة عبر الأجهزة الخلوية الى ساحة الاعتصام.