يسخر الاردنيون من سقوط النظام العراقي عبر اخبار عاجلة طريفة يتناقلونها على هواتفهم المحمولة وينقل احدها عن وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف تصريحه سجنا العلوج في بغداد وذهبنا الى نيويورك. فالاردنيون الذين تابعوا مسمرين امام شاشات التلفزيون تطورات الحرب ضد العراق وتظاهر العديد منهم مرددين بحماسة بالروح، بالدم ، نفديك يا صدام باتوا يجدون في سقوط النظام العراقي مادة للتندر هي في الواقع تعبير عن خيبة الامل الكبيرة التي اصابتهم. ومنذ بدء الحرب ضد العراق، راجت عادة تداول رسائل قصيرة على الاجهزة المحمولة بطل غالبيتها وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الذي شكل ظهوره اليومي على شاشات التلفزيون حدثا مرتقبا في حياة الاردنيين. وتقول ألين وهي موظفة تبلغ من العمر 34 عاما ان اكثر ما اضحكها من الاخبار العاجلة التي تتلقاها على هاتفها الجوال خبر يقول: ان الصحاف ينفي تحطيم تمثال صدام ويقول ان العلوج حطموا تمثالا شبيها صدام. وتقول ألين التي تتلقى يوميا حوالى عشر رسائل قصيرة من هذا النوع تقوم باعادة ارسالها الى اصدقائها هذه النكتة تجسد الواقع العربي حيث إن المسؤولين يمطروننا بتصريحات مناقضة تماما للحقيقة وفي اعتقادهم ان الشعب العربي جاهل. وتتابع: بالنسبة للكثير من الناس الذين كانوا يتابعون يوميا تصريحات الصحاف ويهللون لها فان الوضع الحالي مؤلم جدا وقد تكون هذه النكات التي يتناقلونها احد التعبيرات عن خيبة املهم في نظام لصدام. وقد انتاب الذهول الاردنيين بسبب السقوط المفاجىء للنظام العراقي حتى ان بعضهم ظل ينكر الواقع الجديد لايام عدة ولكن في الوقت نفسه تحولت وجهة النكات الجوالة من الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى صدام حسين واركان نظامه المنهار. فالرسائل الجوالة كانت تدعو في بداية الحرب الى نجدة الشعب العراقي والتبرع بالمواد الطبية والغذائية لمساعدته او نصرة الاسلام وطرد القوات الامريكية من الاراضي العربية وغيرها من الشعارات التقليدية. وبات اليوم صدام حسين الموضوع المفضل لهذه النكات وتقول احداها ترقبوا قريبا على قناة اف ام... بوش يهدي عدي اغنية: بابا فين؟. ويقول خبر عاجل آخر الآن في الاسواق معجم مختار الصحاف لجميع الشتائم العراقية، العرض محدود. رافي الذي اعتاد ان ينتظر مؤتمر الصحاف اليومي مع عائلته بفارغ الصبر راح يحفظ ابرز النكات التي يتلقاها على جهازه الجوال ويرسلها الى اصدقائه بمعدل لا يقل عن15رسالة يوميا.ويقول معلقا على هذه الهواية الجديدة"شر البلية ما يضحك" ويتابع هذا الشاب الذي يعمل في صياغة الذهب ويبلغ من العمر 28 عاما الحرب كانت بمثابة فيلم لم نعرف نهايته مضيفا ان فهذه النكات تذكرنا بيوميات الحرب التي شكلت محطات لا تنسى. وفي النكات التي يتناقلها الاردنيون لا يزال الصحاف يعلق على مجريات الاحداث كأن يقول في احداها ان انزال تماثيل الرئيس لاعمال الصيانة وليس كما يدعي العلوج ويؤكد في رسالة اخرى ان الشعب العراقي لا يسرق، هذه شركات لنقل الاثاث او ان القوات العراقية باتت تنتشر على حدود تكساس. وقد ادى هذا التداول الكثيف في الرسائل الجوالة الى ارتفاع حجم الاتصالات لدى شركتي الاتصالات في الاردن (فاست لينك) و(موبايلكوم). ويقول الرئيس التنفيذي لشركة موبايلكوم مايكل غصين ان معدل التداول بالرسائل القصيرة التي اطلقت عليها الشركة اسم كليكت ارتفع بحدود 70 في المئة منذ بدء العمليات العسكرية في العراق.