} كانت ندوة "الهاتف الخليوي" التي عقدت في دمشق أمس فرصة لمواجهة علنية بين مؤيدي ومعارضي العقد الذي ابرمته الحكومة السورية مع شركتي "سيريتل" و"انفستكوم" لاستثمار خدمة الهاتف النقال في البلاد لمدة 15 سنة. نظمت الندوة "شركة الشام للمعارض" وحضرها مديرا الشركتين، وكانت المرة الاولى التي تتم فيها مثل هذه المواجهة بين اصحاب الشركات والمعارضين للمشروع من اعضاء مجلس الشعب ووسائل الاعلام، وشكلت فرصة للبعض لتسجيل مواقف و"بيانات انتخابية" عشية الانتخابات المتوقعة او أنها "تمثيلية حشد كل طرف ازلامه فيها". وبعدما قدم مديرا الشركتين المنفذتين للمشروع، "انفستكوم" اسماعيل جارودي و"سيريتل" عماد فريد، لمحة موجزة عن شركتيهما وقدم مدير "المؤسسة العامة للاتصالات" الحكومية محمد معروف وجهة نظر الحكومة في هذا المشروع، قدم النائب المعارض للمشروع رياض سيف مداخلة اثارت موجة من الهيجان لا سيما بين اقرانه من اعضاء المجلس. وقال سيف: "ان المشروع الحق اضراراً بالغة بالشعب السوري ليست مادية فحسب بل تكنولوجية واجتماعية". وأخذ على الشركتين المنفذتين "بأنهما قيد التأسيس ومحدودتا المسؤولية على اعتبار انهما مسجلتان فقط في جزر العذراء". ورد عليه النائب محيي الدين حبوش قائلاً: "نحن مع كل مشروع رائد يخدم ويعزز... نؤيد مسيرة التحديث والتطوير ونبارك المشروع الرائد بما يحقق من خير للمواطن". اما النائب المستقل نبيل داوود، فأشار الى ان "الندوة ليست منبراً وانما هذه المواضيع تناقش في مجلس الشعب. طالبنا بالخليوي وعندما اصبح لدينا اصبحنا نضع العصي في العجلات. الحمد لله اننا قد بدأنا ونحن نؤيد هذا المشروع وندعمه". وطلب النواب ومنهم رفيق درويش من النائب سيف احترام العمل البرلماني، قائلين ان "العمل البرلماني له ادبياته". لكن مدير الجلسة منير الجبان نبه الى ان "الوطن كله مجلس شعب". يشار الى ان مشروع الهاتف الخليوي في سورية اثار منذ بدايته موجة من الانتقادات. وشكل رئيس مجلس الوزراء الدكتور محمد مصطفى ميرو لجنة للتحقيق وجمع المعلومات المتعلقة بالموضوع. ولم يتم تصديق العقد مع الشركتين حتى الان، وهذا ما اثار حفيظة وسائل الاعلام المشاركة في الندوة التي تساءلت: "لماذا لم يصادق على عقد الشركتين حتى الآن ولم تتم الموافقة على تأسيس الشركة القابضة على رغم المبالغ الكبيرة التي وضعتها الشركتان في السوق السورية حتى الآن؟ هل تقدمان اعمالهما تبرعاً؟". الاجابة كانت: "نحن نشتغل بالثقة والوعود التي حصلنا عليها"، فيما اوضح مدير "المؤسسة العامة للاتصالات" ان "اللجنة المختصة وضعت ملاحظاتها وسيتم تصديق العقود قريباً". وقال مدير "انفستكوم" ان مجموع استثمارات شركته في سورية وصلت حتى نهاية الشهر الماضي الى 103 ملايين دولار وزعت على ثلاث شرائح هي 68 في المئة استثمارات في البنى التحتية و17 في المئة للمصاريف و15 في المئة للكفالات. واشار الى ان عدد المحطات بلغ 113 محطة وان لدى شركته الجهوزية الكاملة لاطلاق خدمة التجوال الخارجي والرسائل القصيرة والبريد الصوتي واقتطاع الفواتير تلقائياً من الحساب المصرفي، اضافة الى البطاقات المدفوعة سابقاً. وانتقد رسم "تعريف الجهاز" الذي فرضته مؤسسة الاتصالات والذي يبلغ 50 دولاراً وهو رسم غير موجود عالمياً. واوضح مدير "سيريتل" ان العائد المتوقع للدولة من المشروع يبلغ نحو 2.5 بليون دولار وانه سيخلق نحو 100 الف فرصة عمل، وان مساهمة هذه الخدمة غير المباشرة في الاقتصاد السوري تقدر بنحو خمسة بلايين دولار واجمالي الاستثمار المتوقع للمشروع نحو 700 مليون دولار بخلاف 700 مليون دولار اخرى كمصاريف تشغيل ليكون اجمالي الاستثمار 1.4 بليون دولار اميركي. يذكر ان السعة الاجمالية للمشروع الدائم تبلغ 850 الف مشترك لكل شركة. ويحق للمؤسسة ادخال مشغل ثالث في نهاية السنة السابعة.