توقع رئيس كونسرتيوم دولي يقوم ببناء مفاعلين نوويين مدنيي الطابع في كوريا الشمالية أمس، أن تبدأ محادثات متعددة الأطراف بشأن الطموحات النووية لبيونغيانغ خلال أسبوعين على أبعد تقدير. وفي الوقت نفسه، دعت كوريا الجنوبية الشطر الشمالي إلى إجراء محادثات "في أسرع وقت ممكن" لحل الأزمة النووية، فيما أعلن الرئيس الكوري الجنوبي روه مو-هيون أنه يريد تجنب انهيار نظام بيونغيانغ المشرف على الإفلاس. وفي غضون ذلك، رحبت موسكو بما وصفته ب"التطورات الإيجابية" في ملف العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وأعربت عن استعدادها للمشاركة في حوار متعدد الأطراف يركز على جملة مشكلات شبه الجزيرة الكورية. وقال تشارلز كارتمان المدير التنفيذي لمجموعة تنمية الطاقة في شبه الجزيرة الكورية كيدو إن تحول كوريا الشمالية من الإصرار على محادثات ثنائية، ليس قفزة هائلة لكنه خطوة إيجابية. وكان كارتمان تفاوض مع الكوريين الشماليين بصفته ديبلوماسياً أميركياً رفيعاً في عهد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. وقال كارتمان: "أتوقع أن يعقد أول اجتماع قريباً جداً". وأضاف أن المفاوضات حالما تبدأ قد تستغرق وقتاً طويلاً، ولكن كلما طالت كانت أفضل لأنها ستظهر أن الجانبين يأخذان المفاوضات على مأخذ الجد. وقال إن مشروع المفاعلين ماض وفق جدوله الزمني. وطلب من كارتمان إيضاح تعبيره "قريباً جداً"، فقال: "أسبوعين على الأكثر". وأكد مسؤول رفيع في سيول أن كوريا الجنوبية لا تريد أن تحصل مماطلة كبيرة قبل البدء الفعلي للمفاوضات التي باتت ممكنة بعد الإعلان الرسمي لبيونغيانغ السبت الماضي، عن موافقتها للمرة الأولى على إطار متعدد الأطراف لهذه الاتصالات، بعدما كانت تكرر القول دائما إنها متمسكة بمفاوضات مباشرة مع واشنطن. وقال شيم يون-جو المدير العام لدائرة أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية: "بالنسبة إلينا إن الأمر الأهم هو بدء هذه المحادثات في أسرع وقت ممكن". كما أعلن مسؤول آخر في الوزارة أن اتصالات عن شكل هذه المفاوضات تجرى حالياً إلا أنه اعتبر أن من المبكر القول متى ستبدأ فعلياً. وأعلن وزير التوحيد جيونغ سي-هيون أول من أمس، أن كوريا الجنوبية على اتصال بالولايات المتحدةوالصين للاتفاق على شكل المفاوضات. وكشف أن سيول تدعو إلى صيغة "2"4" ليضم الاجتماع الكوريتين مع الصينوروسيا واليابان والولايات المتحدة. وفي موسكو، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر لوسيوكوف عن ارتياح بلاده لإعلان بيونغيانغ عن استعدادها لمناقشة برامجها النووية في مختلف الأطر، بما في ذلك ضمن حوار متعدد الأطراف تشارك فيه الدولة المعنية بالمشكلة الكورية وهو الشكل الذي كانت كوريا ترفضه في السابق. واعتبر لوسيوكوف أن التطورات الأخيرة تعد "تقدماً إيجابياً مهماً". وأشار تحديداً إلى تغيير واشنطن في لهجتها إزاء كوريا الشمالية بعد إعلان بيونغيانغ الأخير. وأكد لوسيوكوف استعداد روسيا للمشاركة في حوار متعدد الأطراف، وقال إن روسيا ستستخدم علاقاتها وخبرتها مع الطرفين، الأميركي والكوري.