هل كان تسليم بغداد ثمرة صفقة بين الأميركيين وقيادات عراقية؟ طرحت هذا السؤال وأجابت عنه بالايجاب صحيفة "سوفيتشكايا روسيا" التي يشرف عليها الحزب الشيوعي الروسي، وأكدت أن الصفقة رتبها "خبراء" روس وتمت المصادقة عليها خلال زيارة مستشارة الأمن القومي الأميركية كوندوليزا رايس. ونشرت مقالاً كتبه الكسندر بروخانوف، رئيس تحرير صحيفة "زافترا" القومية وأحد رؤساء اتحاد القوى الشعبية والوطنية الذي يضم الحزب الشيوعي وتنظيمات يسارية وقومية، أكد فيه أن المساومات بين الأميركيين ونظام صدام حسين بدأت قبل الحرب، وعرضت خلالها على قيادات بعثية وعسكرية ضمانات سلامة وأموال مقابل تسليم السلطة. وتابع ان المفاوضات تكثفت بعد المقاومة الضارية في الأيام الأولى وسقوط قتلى في صفوف مشاة البحرية الأميركية. وشدد بروخانوف، المعروف بعدائه الشديد للولايات المتحدة وأصدقائها في روسيا، على أن مجموعة من "الخبراء" المقيمين في سفارة روسيا الاتحادية في بغداد لعبوا دور الوسيط ونظموا اتصالات بين الأميركيين وجنرالات عراقيين عبر موسكو. وفي المرحلة الأخيرة وصلت رايس إلى موسكو في زيارة احيطت بالسرية تم خلالها انجاز الصفقة. فصدرت أوامر إلى الحرس الجمهوري بالانسحاب فيما تركت ممرات آمنة لانسحاب قيادات سياسية وعسكرية عراقية. ولمح بروخانوف إلى أن صدام حسين ربما كان في عدادها، وتساءل عما إذا كان الأخير انتقل إلى روسيا بعد تغيير ملامحه. ووصف ديبلوماسي رفيع المستوى تحدثت إليه "الحياة" هذه المعلومات بأنها "هذيان". وقال إن هناك معلومات فعلاً عن اتصالات أجراها الأميركيون مع قيادات عراقية، لكنه تساءل "ما موقع روسيا بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، وهل كان يمكن لواشنطن أن تطلع دولة عارضت الحرب على أسرار بمثل هذه الخطورة؟". ولم ينف الديبلوماسي وجود "تساؤلات محيرة" عن سبب الانهيار المفاجئ للمقاومة، وأضاف ان عدم وجود تفسير مقبول ومقنع هو مصدر "الهذيان" الإعلامي.