سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جلسة لمجلس الامن اليوم ومشروع قرار عربي ، انباء عن انتفاضة في البصرة ينفيها العراق ، مرجعيات النجف تدعو الى المقاومة وصدام يستنهض القبائل . قوات التحالف تبدأ معركة بغداد والسعودية تقدم اقتراحاً لوقف الحرب
وفي اليوم السادس من الحرب على العراق، بدا أن التحالف الأميركي - البريطاني يسعى إلى بدء معركة بغداد، عبر دفع مزيد من القوات والأعتدة من الجنوب إلى الشمال، من أجل توجيه ضربات إلى قوات الحرس الجمهوري المنتشرة حول العاصمة. وأعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن بلاده تنتظر رداً من الولاياتالمتحدةوالعراق على اقتراحات لوقف الحرب، فيما اكد رئيس مجلس الامن ان الجلسة الاستثنائية للمجلس ستعقد اليوم وستكون علنية لمناقشة الحرب على العراق. وفيما أكد كل من الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير اللذين يلتقيان غداً للبحث في مسار الحرب، إحراز التحالف تقدماً مهماً، قالت القيادة الميدانية للتحالف إن عاصفة رملية هبت على القوات المتقدمة مما أعاق حركتها. ودعت مرجعيات شيعية في النجف العراقيين إلى الدفاع عن وطنهم، وحض الرئيس صدام حسين شيوخ القبائل والعشائر على الانضمام إلى المعركة ضد القوات الغازية، ونفى مسؤولون عسكريون بريطانيون أي علم لهم بأنباء عن حصول انتفاضة في مدينة البصرة التي أعلنتها لندن هدفاً عسكرياً من دون نية احتلالها. وفيما استمرت الغارات الجوية على بغداد، جرت معارك ضارية في البصرة والناصرية حيث تمكنت وحدة مارينز من اختراق وسطها وعبور النهر شمالاً. وترددت أنباء بثتها التلفزيونات الأميركية أن القيادة العراقية وضعت "خطاً أحمر" لقوات الحرس الجمهوري حول بغداد للرد على القوات الغازية فور تخطيه، ولم يستبعد وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن يعمد الحرس الجمهوري إلى استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في هذه الحال. كما نقل وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد عن مصادر استخباراتية أن مثل هذا الاحتمال قائم مع تقدم قوات التحالف من بغداد. وأكد أن التحالف أسر أكثر من 3500 عراقي. ووسط تزايد الانتقادات للاستراتيجية العسكرية التي اتبعها رامسفيلد، يجتمع الرئيس الاميركي في واشنطن غداً مع رئيس الوزراء البريطاني ل"مراجعة الاستراتيجية العسكرية والبحث في احتمال ارسال قوات اضافية" إلى مسرح العمليات. وقالت مصادر وزارة الدفاع إن العواصف الرملية التي ضربت العراق امس قد تعيق تقدم القوات الاميركية والحليفة نحو مواجهة حول بغداد لمدة يومين، فيما تم نقل قوات اميركية اضافية الى شمال العراق. وتوقع خبراء عسكريون في واشنطن ان تؤجل العواصف الرملية في جنوبالعراق ووسطه إلى نهاية الاسبوع موعد شن هجوم كثيف واسع النطاق على قوات الحرس الجمهوري المتمركزة حول بغداد. وأوضحوا ان الهجوم الاولي الذي شنته القوات الاميركية على فرقة "المدينة" التابعة للحرس الجمهوري قرب الكوت على الطريق الى بغداد، واجهت مشاكل عدة بسبب العواصف، مما أسفر عن فقدان مروحية من نوع "آباتشي" وأسر طيّاريها. وتوقعت مصادر وزارة الدفاع ان تبدأ القوات الاميركية والحليفة حملتها العسكرية في اتجاه اجتياح بغداد الاثنين المقبل. واعتبرت ان تلك المواجهة ستكون الأكبر منذ بدء العمليات. على الصعيد الميداني، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين عسكريين بريطانيين انهم ليس لديهم أي معلومات عن وقوع انتفاضة شعبية في البصرة، وأضافوا انهم سيبذلون قصارى جهدهم لتشجيع مثل هذه الانتفاضة، فيما اكدت المعارضة العراقية في طهران حصول تحرك شعبي في المدينة، الامر الذي نفته بغداد نفياً قاطعاً. وكانت شبكات تلفزيون بريطانية بثت أنباء عن وقوع انتفاضة مسلحة في المدينة. ونقلت عن ناطق بريطاني في الكويت ان القوات الأميركية - البريطانية تريد من سكان البصرة مهاجمة الجنود الموالين للرئيس صدام حسين. وقال الناطق كريس فيرنون: "سنساعدهم بكل ما نستطيع". وأضاف: "ساعدناهم عندما أسرنا هذا الصباح أرفع مسؤول في حزب البعث في البصرة على الأرجح. ولا بد أن هذا كان له أثر بالغ في صفوفهم". في موازاة ذلك، شهد جنوبالبصرة معركة دبابات حامية، بعد ليل طويل من الغارات الجوية والقصف المدفعي، الأمر الذي اعتبره مراسلون في المنطقة تمهيداً لدخول المدينة. لكن جنرالاً اميركياً أعلن صباحاً المدينة هدفاً عسكرياً، وقال إن قواته لا تنوي محاصرة المدينة بل "إعادة الامن اليها"، بعد ضرب أهداف عسكرية وهي "مناطق المقاومة الرئيسية". وعلى جبهة العاصمة، اتخذت القوات الاميركية والبريطانية مواقع عسكرية على بعد أقل من 100 كيلومتر جنوببغداد استعداداً لشن هجوم بري ما ان تنهك وحدات الحرس الجمهوري. وقصفت طوال أمس ضاحية بغدادالجنوبية وبشكل خاص ثكنات الحرس. وتزامنت الغارات وعاصفة رملية أوقفت تقدم مئات الدبابات والمدرعات التابعة لمشاة البحرية الاميركية المارينز شمالاً. وقال مصدر دفاعي بريطاني إن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة اتخذت مواقع اولية قرب العاصمة العراقية، ثم توقفت الى ان تعزز خطوط الامدادات. وجنوباً، عبر طابور يضم حوالى أربعة الاف من عناصر مشاة البحرية الاميركية أمس وسط معارك كثيفة، نهر الفرات و"قناة صدام" في مدينة الناصرية التي تبعد 350 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد. وشوهدت جثث نحو مئة جندي عراقي ملقاة على الطريق على بعد حوالى 15 كيلومتراً شمال الناصرية. وقال ضابط اميركي إن "المارينز" أسروا أربعين من العراقيين الجرحى. وتشاهد آليات مدمرة اثر انفجارات. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش أمس ان قوات التحالف "تحرز تقدماً منتظماً" في العراق. وأضاف: "لا يمكننا ان نعرف مدة هذه الحرب لكننا نعرف نتيجتها. سننتصر. سننزع اسلحة النظام العراقي. وسينتهي النظام العراقي. وسيصبح الشعب العراقي حراً". وأكد رئيس هيئة الاركان الأميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز أمس أن أعنف المعارك فى الهجوم الاميركي على العراق لم تأت بعد. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من جهته أمس ان الحرب في العراق ستستغرق وقتاً وانها تحتاج مثابرة. وأكد ان "التقدم باتجاه بغداد يسير كيفما هو مخطط تماماً". وحض الرئيس العراقي صدام حسين من جهته أمس القبائل والعشائر العراقية على مقاومة قوات التحالف. وحدد للعشائر خطة للقتال. وحض قوات "فدائيي صدام" التي يرأسها نجله الاكبر عدي، على ضرب القوات الاميركية والبريطانية في كل مكان في العراق. وفي رسالة تلاها باسمه وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف، عبر التلفزيون العراقي، حث الرئيس العراقي الفدائيين على "مطاردة الاعداء وضربهم حيثما يجدونهم". سعود الفيصل وفي مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض، أعلن الأمير سعود الفيصل أن بلاده قدمت اقتراحاً إلى أميركا والعراق لوقف الحرب، وتنتظر رداً، معرباً عن خشيته من استمرار الخسائر في الأرواح. ورأى أن الوقت مناسب للطرفين لإعادة تقويم موقفيهما، داعياً إلى العودة إلى لغة المساعي السلمية، ومحذراً من حدوث شرخ في العلاقات العربية مع أميركا وبريطانيا. وأعرب عن أمله بفتح مجلس الأمن مجدداً باب العمل الديبلوماسي لتسوية الأزمة "في اطارها الدولي المشروع بما يحفظ للعراق أمنه الوطني ومؤسساته الوطنية من تداعيات الحرب". كما جدد رفض السعودية تعرض العراق لاحتلال عسكري محملاً الطرفين العراقي والأميركي مسؤولية فشل الجهود السلمية. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي ان واشنطن لا تنوي أن تتولى إدارة العراق فترة طويلة بعد صدام حسين، وقال إن "التحالف" الذي يدعم الولاياتالمتحدة، سيتولى شؤون البلاد "أقصر فترة ممكنة"، قبل اقامة "سلطة عراقية موقتة"، تليها حكومة عراقية. وقال لشبكة "فوكس نيوز": "اعتقد اننا سنحصل على دعم الأممالمتحدة لأنها تعرف كل ما يهمنا، أي إعادة إعمار العراق وتوفير حياة أفضل لشعبه". في نيويورك، عقدت مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس أمس اجتماعاً مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان استمر أكثر من ساعة، فيما أعدت المجموعة العربية مشروع قرار يطالب ب"وقف العدوان وسحب القوات الغازية من العراق فوراً"، ويشدد على احترام سيادة هذا البلد ووحدته ويطالب بامتناع كل الدول عن التدخل في شؤونه تنفيذاً لتوصيات وزراء الخارجية العرب. في الوقت ذاته، تداولت الوفود في الأممالمتحدة اقتراحاً قدّمته السعودية لوقف الحرب. وقال السفير العراقي محمد الدوري ل"الحياة": "أي فكرة يجب ألا تحمل معها استحالة تنفيذها، وإلا تفقد قيمتها". وفي اتصال هاتفي مع "الحياة" قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى: "لا بد من مناقشة عامة في مجلس الأمن للتعبير عن الآراء، ولا بد من إعداد مشروع قرار بالتفاهم مع أعضاء في المجلس". وزاد ان الخطوة الأولى هي "أن نبدأ المحادثات مع الأوروبيين وروسيا في شأن عناصر المشروع"، مؤكداً أن "أهم شيء هو وقف الحرب والانسحاب". واستدرك أنه في حال واجه مشروع القرار اعتراضاً أميركياً - بريطانياً "سنتوجه إلى الجمعية العامة" للأمم المتحدة. وبعث رئيس المجموعة العربية للشهر الجاري، السفير الدوري، برسالة إلى رئيس مجلس الأمن، طلب فيها باسم الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية "مع تحفظ دولة الكويت" عقد "اجتماع عاجل لمجلس الأمن في شأن وقف العدوان الأميركي - البريطاني وسحب القوى الغازية فوراً خارج الحدود الدولية لجمهورية العراق، والتأكيد على احترام سيادة العراق واستقلاله وحرمة أراضيه، وامتناع كل الدول عن التدخل في شؤونه". كما طلبت مجموعة عدم الانحياز عقد جلسة علنية للمجلس فوراً. وكانت موسكو أيدت طلب سورية عقد الجلسة لتخصص لدرس الحرب على العراق، وشنت هجوماً مضاداً على الاتهامات الاميركية بتزويدها بغداد اسلحة، فأكدت ان العراقيين حصلوا من الولاياتالمتحدة على عصيات "الجمرة الخبيثة" الانثراكس. وجدد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف مطالبته بوقف الحرب، وقال ان مجلس الامن "لم يعط احداً حق استخدام القوة". وانتقد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان السياسة الاميركية مؤكداً ان ليست هناك دولة في العالم يمكن ان تنصّب نفسها "حارساً" له. وتداول الرئيسان الفرنسي جاك شيراك والسوري بشار الاسد في اتصال هاتفي مسألة الحرب على العراق، في حين شدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على ان "لا مبرر للعدوان الذي يتعرض له العراق الشقيق"، معرباً عن الاسف ل"المعايير المزدوجة". وحذّر الفاتيكان من ان الحرب ستؤدي الى تفاقم الارهاب، وظهور "كل اشكال التطرف بما فيها التطرف الاسلامي".