في إطار مساع لتطويق الخلاف الروسي الاميركي، جرت في موسكو امس اتصالات على مستوى وكلاء وزراتي الخارجية اثر مكالمة هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين وجورج بوش، اكد الطرفان خلالها وجود "خلافات" بينهما، فيما دعا عدد من النواب اليساريين الى مراجعة العلاقات بين موسكووواشنطن، واكد زعيم شيوعي انه ينوي اعلان "الجهاد البروليتاري" رداً على الحرب التي قال مصدر استخباراتي انها بدأت فعلاً بدخول وحدات خاصة الاراضي العراقية. وكان المكتب الاعلامي للكرملين اكد ان الرئيس الاميركي "عرض رؤيته" للأزمة فيما اعرب بوتين عن الاسف ل"القرارات الانذارية" وإخفاق المساعي الديبلوماسية، وشدد على ان مجلس الامن يجب ان يبقى له "الدور المركزي" في الحفاظ على الامن والاستقرار. الا ان الطرفين اشارا الى اهمية "الاتصالات الثنائية في اوقات الازمات". واجرى نائب سكرتيرة مجلس الامن القومي الاميركية ستيف هيدلي محادثات هاتفية وُصفت بأنها "عاجلة"، مع وكيل وزارة الخارجية الروسية اكدا اثرها ان الخلاف حول الازمة العراقية "ينبغي ألا يؤثر في التوجه الايجابي" للعلاقات الروسية الاميركية. واكد ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان السفير الاميركي في موسكو الكسندر فيرشبو كان حاول ثني وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف عن المشاركة في جلسة مجلس الامن الاربعاء باعتبار "لأن الامور حُسمت" الا ان الكرملين أصرّ على مشاركة الوزير ك"محاولة اخيرة لوقف الحرب او على الاقل لتسجيل موقف". وطالب اتحاد القوى الشعبية الوطنية الذي يضم الاحزاب والتنظيمات اليسارية بمراجعة شاملة للعلاقات بين موسكووواشنطن ووصف الحرب بأنها "أفدح جريمة ضد البشرية". وطلب نواب الاتحاد في البرلمان تكريس جلسة امس لمناقشة الموضوع العراقي الا ان نواب اليمين والوسط عطّلوا الاقتراح مما دفع اليساريين الى مغادرة القاعدة والتوجه الى السفارة الاميركية للمطالبة بوقف الحرب. وكان وفد من رجال الدين وقادة احزاب عاد من العراق، واكد زعيم حزب العمال الشيوعي الروسي فيكتور انبيلوف ان الشيوعيين الروس سيعلنون "الجهاد البروليتاري" لكنه لم يوضح المقصود بذلك. ودعا الاسقف فيوفان الذي زار بغداد بمباركة راعي الكنيسة الارثوذكسية اليكسي الثاني روسيا ودول اخرى الى اعلان انسحابها من نظام العقوبات ضد العراق فور بدء الحرب. ونفى مسؤول روسي انباء عن ارسال مبعوثين الى بغداد لاقناع الرئيس العراقي صدام حسين بالتنحي. ونقلت وكالة "انترفاكس" عنه قوله ان مطالبة واشنطن بمغادرة صدام وعائلته "ليس لها اساس حقوقي" واضاف ان التهديد بإطاحة الحكومة في دولة ذات سيادة انتهاك لميثاق الاممالمتحدة، وشدد على ان روسيا لا تعتزم بذل جهود لإقناع صدام بالاستقالة، ومغادرة البلد". ونسبت "انترفاكس" الى مصدر في "الاجهزة" قوله ان هناك "ما يكفي من الدلائل" على ان وحدات اميركية خاصة دخلت الاراضي العراقية، وباشرت التحضير لتنفيذ المرحلة الاولى للغزو، وكلّفت "استطلاعاً تكميلياً" لمناطق سيجري فيها انزال وحدات كبيرة وتحديد عدد من المواقع التي لم يتسن تحديد طبيعتها من خلال الرصد الجوي. واعتبر خبراء ذلك بداية فعلية للحرب.