أعلن الأردن أمس عن وصول شحنة من النفط السعودي الى البلاد، بعد توقف إمدادات النفط العراقي مع بدء الحرب على العراق في 19 آذار مارس الماضي. وجاء الاعلان على لسان وزير الطاقة والثروة المعدنية، المهندس محمد البطاينة، الذي أوضح في تصريح ان باخرة تحمل على متنها نحو 100 الف طن من النفط السعودي رست في ميناء العقبة. ولم يعط الوزير زمناً محدداً لوصول النفط السعودي الى الميناء الأردني، مكتفياً بالقول ان الباخرة وصلت "في الأيام القليلة الماضية"، ولافتاً الى ان عمليات استيراد النفط ستجري بانتظام. وبوصول شحنة النفط السعودي الى ميناء العقبة، تكون السعودية قد استأنفت تزويد الأردن بالنفط بعد قطعه عنه لمدة تناهز ال13 عاماً، حيث انها كانت تزوّد الأردن بنحو 15 في المئة من حاجاته النفطية حتى عام 1990. لكنها توقفت عن ذلك في أيلول سبتمبر من العام نفسه، على خلفية الموقف الأردني من غزو العراق للكويت في 2 آب أغسطس 1990، والذي فُسّر على أنه مؤيد للعراق، الأمر الذي جعل الأردن يتحول الى العراق الذي استمر في تزويده بكل حاجاته النفطية حتى الى ما قبل اندلاع الحرب عليه بيوم واحد. وكان العراق حتى غزوه الكويت، يزوّد الأردن بنحو 85 في المئة من حاجاته النفطية. يذكر ان الأردن تلقى وعوداً من السعودية والكويت بتزويده بالنفط بعد ان تتوقف الامدادات العراقية إليه. وعلمت "الحياة" ان السعودية والكويت ستزودان الأردن بالنفط مجاناً لمدة ثلاثة أشهر، وذلك بواقع 25 ألف برميل يومياً تقدمها الكويت و50 ألفاً أخرى تقدمها السعودية، ما يعني ان الأردن سيوفر ما قيمته 170 مليون دينار، إذا حُسب البرميل بسعر 25 دولاراً. لكنهما بعد ذلك سيبيعانه النفط بأسعار السوق العالمية. وكان الأردن يحصل على النفط من العراق بأسعار تفضيلية، حيث كان سعر النفط يُحسب على أساس 19.5 دولار للبرميل، فضلاً عن انه كان يحصل على نصف حاجاته النفطية والمقدّرة لسنة 2003 بنحو 5.5 مليون طن، مجاناً باعتبارها هدية من الرئيس العراقي السابق صدام حسين.