سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ثمانون في المئة من محتويات المتحف تبخرت ... ويونيسكو تدعو الى اجتماع طارئ . دبابات أميركية تمركزت أمام متحف بغداد ثم انسحبت فدخلت عصابات السرّاق المسلحين
بينما كان العالم منشغلاً بمتابعة تحطيم تمثال صدام حسين وسط بغداد ومهاجمة رموز النظام العراقي، اقتحمت مجموعات من السرّاق المتحف الوطني العراقي وانقضت بحماسة مماثلة على تماثيل من حضارات نينوى وأور وبابل العظيمة. ولم يستجب قادة الجيش الاميركي لمناشدات موظفي المتحف كي يوفروا الحماية للمتحف على رغم استمرار اعمال النهب. وقال عبد الرحمن مجير، احد حراس المتحف، وهو يتميّز غضباً لما لحق بالمتحف من دمار، ان اربع دبابات اميركية تمركزت امام المتحف الاربعاء الماضي عندما سيطرت القوات الاميركية على بغداد، لكنها سُحبت في وقت لاحق، لتترك كنوز العراق الحضارية هدفاً سهلاً لزمر النهابين. وابلغ مجير مراسل صحيفة "الغارديان" في بغداد ان "عصابات تضم عشرات الاشخاص جاءت، وكان بعضها يحمل السلاح. هددوا بقتلنا اذا لم نفتح الابواب. واستمر النهب لمدة يومين". وعندما عادت الدبابات الاميركية لوقت قصير الجمعة الماضي، فرّت هذه العصابات، لكنها عادت لتكمل مهمتها حال مغادرة الدبابات. وقال عالم الآثار رائد عبد الرضا: "ناشدتهم ان يتركوا دبابة واحدة هنا كل الوقت، لكنهم رفضوا". وكان المتحف نجا من القصف، لكنه لم يسلم من النهب. واوضح مجير ان "80 في المئة مما كان موجوداً سُرق"، وأن العصابات فتحت بالقوة الحجرات الخاصة المحمية بأبواب سميكة مثل الخزائن". وقال عبد الرضا "شارك مئات الاشخاص في النهب، من ضمنهم نساء واطفال وكبار في السن. كانوا جهلة". وكان امناء المتحف شرعوا قبل شهور من الحرب بحفظ بعض من اهم الاثريات الثمينة في صناديق ونقلها الى مستودعات تحت الارض. وتناثرت على ارضية المتحف رؤوس التماثيل المهشمة، وكان ما تبقى منها يحمل آثار ضربات قوية. وقال عبد الرضا "كانت ثقيلة جداً ولم نتمكن من نقلها، فبقيت هناك حتى جاء النهابون وانهالوا عليها ضرباًً بقضبان حديد". وبدا ان الكتب سلمت من الأذى، ومن ضمنها بضع مخطوطات اسلامية وحتى بعض النصوص العبرية. كما سلمت ايضاً القطع الاثرية التي حفظت في مستودعات المتحف تحت الارض التي لم يتمكن النهابون من اقتحامها. ورفض موظفو المتحف الافصاح عما تم انقاذه من كنوز المتحف، خشية ان يعرّضها ذلك الى مزيد من اعمال النهب. ويوجد في العراق الذي يعتبر مهداً للحضارات القديمة أهم الاثار في العالم. وتعقد منظمة اليونيسكو اجتماعاً طارئاً حول العراق الاسبوع المقبل. وطالب علماء آثار بريطانيون بارزون امس في رسالة الى "الغارديان" بحماية المتحف الذي يضم آلاف القطع الاثرية، من بينها قيثارة يقدر عمرها باربعة آلاف عام من مدينة اور، وادوات حجرية من منطقة كركوك ترجع الى 100 الف سنة، وحلى سومرية من الالف الثالثة قبل الميلاد، والواح بابلية بالخط المسماري ومخطوطات ترجع الى القرون الوسطى في بغداد.