استعاد اللبنانيون امس، ذكرى اندلاع حربهم قبل ثلاثة وعشرين عاماً على امل "ألا تنعاد"، وتجمع العشرات منهم في ساحة الشهداء في وسط بيروت الذي كان مسرحاً لهذه الحرب، للمناداة بتحويل هذا اليوم الى يوم وطني للذاكرة. نواب وسياسيون وحزبيون وصحافيون وأهالي مخطوفين ومفقودين وأبناء جيل شهد الحرب وكان شاهداً عليها، لبوا دعوة حملة "تنذكر ت ما تنعاد"، والتقوا في الساحة التي زنرت بأشرطة زرق ورفعت فيها لافتات من وحي المناسبة باللغتين العربية والفرنسية ولوح شابان برايات بيض للمارين في سياراتهم ووزّعت الزهور على العابرين والمجتمعين فيما رددت مكبرات الصوت مقاطع موسيقية للفنان زياد الرحباني، ووقع الجميع على عرائض تطالب بتحويل الذكرى الى يوم وطني. وإذ بقي التجمع بعيداً من هدفه بأن يكون جامعاً لكل الشاهدين على الحرب وتشعباتها من كل المناطق، ربما لأن الآخرين يريدون النسيان لا التذكر. كان اهالي المفقودين الذين تحلقوا حول صور ابنائهم، الشكل الحقيقي الوحيد لذاكرة غير قابلة للنسيان.