اعلن الشيخ مزاحم التميمي رئيس المجلس الاستشاري المحلي لمدينة البصرة ان "للولايات المتحدة وبريطانيا مخططاتهما في شأن العراق وحين تنتهيان منها ستسحبان قواتهما منه". وفي اول حديث صحافي أُجري امس، في مدينة البصرة حيث رأس اجتماعاً للمجلس، قال الشيخ التميمي ل"الحياة": "اعتقد ان شكل النظام السياسي المقبل في العراق سيحدده المحتلون". لكنه اكد ان العراقيين يرفضون حكومة او سلطة اجنبية لادارة شؤون بلادهم واضاف: "لا أحد يرضى بأن يحكمه محتل اجنبي وما نريده حكومة عراقية مستقلة ومختارة من الشعب تسعى الى خدمة مصالحه لا خدمة مصالح ضيقة". ووصف بعض المعارضين الذين جاؤوا من الخارج للناصرية بأنهم "جاؤوا برفقة جنود الاحتلال". واشار الى انه لم يتخذ قراراً بعد بحضور مؤتمر المعارضة العراقية المقترح عقده في الناصرية بعد غد الثلثاء، مشككاً في احتمالات عقده في هذا الموعد. وزاد انه مهتم الآن بالعمل مع المجلس الاستشاري لخدمة اهالي البصرة، والعمل لحل المشاكل التي تعترض عودة الحياة الطبيعية الى المدينة التي ما زالت تفتقد الأمن. وعقد المجلس الاستشاري المحلي لمدينة البصرة امس جلسته الثالثة خلال يومين، برئاسة الشيخ التميمي، وعلى رغم ان عدد اعضاء المجلس 35، لوحظ ان عدداً كبيراً من الحضور ليسوا من الأعضاء. وناقش المجلس مسألة ترشيح ثلاثة اشخاص قادة للشرطة والمرور والدفاع المدني في المدينة، ووافق على الترشيحات التي قدمها الشيخ التميمي بعد جدل واعتراض على ترشيح العقيد حسن خريبط قائداً لشرطة البصرة، بسبب عضويته في حزب "البعث". وقال التميمي ل"الحياة" ان هذه "الترشيحات سترفع الى البريطانيين للموافقة عليها لأن المدينة تحت سيطرتهم". وبدأت البصرة تستعيد بعضاً من حياتها الطبيعية، على رغم استمرار بعض عمليات السرقة، ولكن في الاحياء البعيدة عن وسط المدينة. وشاهدت "الحياة" مئات من الاهالي يتبضعون في الاسواق الشعبية، خصوصاً في الحي القديم، وبدأ الناس منذ يومين، وبعد صدور فتوى من المراجع الدينية بتحريم السرقة والسطو، يتصدون بأنفسهم للصوص والرعاع، ويعملون لاستعادة بعض مسروقات الدولة واعادتها الى مقرر المرجع الديني في البصرة الشيخ علي الحكيم. الى ذلك تابع جنود اميركيون وبريطانيون امس البحث في سراديب سجن الاستخبارات الرئيسي في البصرة عن سجناء فُقدوا في زنازين تحت الارض. وشوهد خبراء اميركيون في حوزتهم معدات يتولون عمليات البحث، خصوصاً عن اسرى كويتيين أفادت كشوف عُثِر عليها في السجن انهم كانوا هناك، وفقاً لما قاله أحد مرافقي هؤلاء الخبراء وبدا انه كويتي.