تمكن عشرة من المعتقلين اليمنيين في قضية تفجير المدمرة الأميركية "يو اس اس كول" في ميناء عدن في 12 تشرين الأول اكتوبر 2000، من الفرار من السجن التابع لجهاز الأمن السياسي الاستخبارات في منطقة التواهي في عدن، وذلك قرابة الخامسة فجر أمس بعدما تمكنوا من كسر إحدى النوافذ الخلفية للسجن من الجهة الشمالية التي وجدها حراس السجن محطمة وسارعوا إلى البحث عن الفارين. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن تسعة من الفارين يعتبرون متهمين أساسيين في تنفيذ عملية تفجير المدمرة "كول" وينتمون إلى تنظيم "القاعدة". وأكد مصدر رسمي مساء امس أن جمال محمد احمد البدوي وفهد محمد القصع، وهما من المتهمين الأساسيين في قضية التفجير، كانا بين الفارين أمس، بالاضافة الى 8 آخرين متهمين بالانتماء الى تنظيم "القاعدة". ولم يتمكن نحو 8 متهمين آخرين من الفرار لأسباب غير محددة. لكن المصادر رجحت أن هؤلاء ربما رفضوا الهروب أملاً بتبرئتهم في محاكمة قريبة لعدم وجود أدلة تدينهم. وشرحت مصادر ل"الحياة" أن النافذة التي كسرها السجناء الفارون وهربوا منها تقع في الجهة الشمالية من مبنى السجن وتطل على البحر مباشرة، ما يشير إلى احتمال هروبهم عبر البحر. ومع ذلك كثفت أجهزة الأمن عمليات البحث عنهم في مختلف أنحاء المدينة. وفي هذا السياق سارعت أجهزة الأمن وقوات الشرطة إلى توزيع صور السجناء والفارين على مراكز الشرطة ونقاط التفتيش في المداخل الرئيسية لمدينة عدن. وتشير معلومات أولية إلى أن عملية الفرار تمت بعد الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي، حين تسمح سلطات السجن عادة لنحو 37 سجيناً لديها بالخروج من الزنازين لأداء صلاة الفجر وتناول وجبة الفطور. ولاحظ أحد الحراس أن عدد السجناء أقل من المعتاد وعندها تم اكتشاف عملية الفرار. وجاء الحادث بعد أقل من أسبوعين على إعلان السلطات اليمنية اعتقال اثنين من أهم العناصر المتطرفة المشتبه في تورطها بأعمال ارهابية والانتماء لتنظيم "القاعدة" في اليمن، أحدهما فواز الربيعي المطلوب الى مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي اف بي آي وأجهزة الأمن اليمنية، والتحقيقات مستمرة معهما في صنعاء. ولم يصدر عن السلطات اليمنية أي تعليق رسمي على هروب السجناء، ربما في انتظار نتيجة الجهود المبذولة للقبض عليهم وإعادتهم إلى السجن. وشكلت لجنتان لمتابعة الحادث والتحقيق فيه، إحداهما في عدن والثانية في وزارة الداخلية في صنعاء.