أحكم جنود اميركيون أمس سيطرتهم على موقع طريبيل الحدودي العراقي على الطريق الرئيسي المؤدي الى الاردن، في حين استسلم عقيد عراقي كان مسؤولاً عن مركز مراقبة حدودي للقوات الاميركية الخاصة وسلمها مفاتيح موقع على الحدود مع سورية. ورحّب مسؤول أردني رفيع المستوى في تصريح الى "الحياة" بسيطرة الأميركيين على معبر طريبيل. وقال ان انتشار الأميركيين في الموقع "أمر بالغ الأهمية لجهة تنظيم حركة العبور الى الأراضي الأردنية وضمان عدم حصول فلتان أمني حول المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين" والتي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن نقطة حدود الكرامة في الأردن. وأضاف: "يريد الأردن في نهاية المطاف جهة يتعامل معها لضبط الأمور". وعرضت وسائل إعلام أمس صوراً لأفراد من الجيش الأميركي عند معبر طريبيل يحاولون إصلاح المباني التي لحقها ضرر كبير من جراء تعرضها لإطلاق نار وأعمال نهب واسعة. وقال المسؤول الأردني ان نحو 20 عراقياً وفلسطينياً كانوا يقيمون في المنطقة الفاصلة بين البلدين "سينقلون الى مركز تابع للهلال الأحمر الأردني في صحراء الرويشد" في انتظار التفاهم على مصيرهم مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وكشف ان عمّان "عززت إجراءاتها العسكرية والأمنية على طول الحدود مع العراق خوفاً من تسلل أشخاص ومهربين الى الأراضي الأردنية في ظل غياب السلطة المركزية في بغداد". وافادت وكالة "رويترز" من موقع طريبيل، على بعد 550 كيلومتراً غرب بغداد، ان الموقع تحرسه الآن مركبة قتالية اميركية. وتمنى جندي أميركي في الموقع الحدودي رحلة سعيدة للمسافرين، لكنه امتنع عن الادلاء بأي تعليقات للصحافيين. وسئل الجندي متى وصل الى الموقع فأجاب: "لا استطيع ان اجيب على هذا السؤال". ويبدو ان عدداً قليلا من الموظفين العراقيين الذين كانوا في الموقع الحدودي فروا على عجل في اعقاب انهيار حكومة الرئيس صدام حسين في بغداد الاربعاء. ووجد مراسل ل"رويترز" بقايا طعام على طاولة في الموقع الحدودي عندما وصل اليه مساء الخميس. لكن لم يكن هناك اي موظف عراقي. وكانت هناك ملفات تتضمن قوائم باسماء الزائرين مبعثرة قرب غرفة الانتظار. كما كانت هناك صورة ضخمة ممزقة لصدام وثلاث قذائف صاروخية على طاولة بجوار علم عراقي صغير. وفي قاعدة السيلية في قطرا ف ب ذكر مسؤول عسكري اميركي ان عقيدا عراقياً مسؤولاً عن مركز مراقبة حدودي استسلم للقوات الاميركية الخاصة وسلمهم مفاتيح موقع على الحدود مع سورية. وقال الجنرال فنسنت بروكس للصحافيين في مقر القيادة الاميركية الوسطى في قطر: "في الغرب استسلم عقيد عراقي كان مسؤولاً عن نقطة المراقبة الحدودية على الطريق السريع 11 المؤدي الى سورية والطريق السريع 10، للقوات الاميركية الخاصة". واضاف: "لقد سلم المفاتيح الى نقطة مراقبة الحدود على الطريق السريع 11. ويسيطر التحالف الآن على نقطة المرور الحدودية تلك". وجاءت تصريحات بروكس في اعقاب تقارير بأن افراداً بارزين في نظام الرئيس العراقي صدام حسين فروا عبر الحدود. وقال: "هناك مؤشرات متزايدة الى محاولات لافراد لهم علاقة بالنظام للهروب من قوات التحالف عبر الفرار الى دول مجاورة".