سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جراح استرالي يتطوع لعلاج طفل فقد ذراعيه في القصف الأميركي . اللجنة الدولية للصليب الأحمر تستأنف عملياتها في بغداد والمنظمات الإنسانية تطالب مجلس الأمن بضمان حريتها
طلبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس من "القوات المحتلة" الاميركية والبريطانية ضمان الامن في العراق في وقت تستأنف عمليات الاغاثة في بغداد بعد توقف دام يوماً على أثر مقتل مندوبها الكندي فاتشي ارسلانيان مساء الثلثاء الماضي في تبادل اطلاق نار شرق العاصمة. وأعلنت الناطقة باسم اللجنة انتونيلا نوتاري أن موظفيها الاجانب الخمسة العاملين في بغداد وعشرات الموظفين المحليين استأنفوا امس عمليات تفقد المستشفيات لامدادها بالادوية والتجهيزات الطبية ولاعادة توزيع الكهرباء والمياه اليها. واضافت: "انهم يتنقلون باحتراس كبير". وشددت نوتاري على أن "قوات الاحتلال" ملزمة بضمان أمن السكان بموجب معاهدات جنيف. وقالت: "إنه إحتلال بحكم الامر الواقع. وحين تكون هناك سيطرة على قسم ما من الاراضي، تصبح بصفتك قوة احتلال مسؤولا عن امن السكان ورفاهيتهم". وتابعت "لا اعتقد ان هذا يعني انهم ملزمون مباشرة بتولي عمليات التوزيع والاصلاح برمتها، ولو انه من الجيد أن يفعلوا حين تسمح لهم مواردهم بذلك، لكن ثمة اشخاص في وسعهم إتمام ذلك، ويمكن لقوات الاحتلال أن تسهل عملهم". وطلب ممثلو أبرز المنظمات الإنسانية من مجلس الأمن الدولي أن يوفر لهم إمكان الوصول بكل حرية إلى السكان العراقيين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. وأثناء الإجتماع المغلق مع أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، أكد الممثلون أهمية إقامة جهاز بأسرع وقت ممكن يسمح بالتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في العراق. وفي تصريح صحافي بعد الاجتماع، قالت كاثلين هونت، ممثلة "كاير الدولية" في الأممالمتحدة، وهي اهم منظمة انسانية غير حكومية "ان مسألة الوصول الى السكان يجب حلها فوراً". وقال السفير المكسيكي اغيلار زينسر الذي يترأس مجلس الامن "يجب عدم وضع اي قيود باستثناء تلك التي تكون مرتبطة بالامن، على تنقلات المنظمات غير الحكومية التي يجب ان تتمكن من الوصول الى اي مكان في العراق". وقال السفير الباكستاني منير اكرم: "ان المدنيين مؤهلون اكثر من العسكريين لتقديم المساعدات للسكان"، مذكراً بمخاوف جماعات الاغاثة بشأن الوضع الامني. واكدت ممثلة منظمة العفو الدولية ايفون ترلينجن على "أهمية ان يشكل مجلس الامن الدولي لجنة من الخبراء في حقوق الانسان". واعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مقابلة اجرتها معه صحيفة "لوس انجليس تايمز" ونشرت امس، ان الولاياتالمتحدة ستسعى لإستصدار سلسلة من القرارات الدولية التي تصادق على سلطة جديدة في العراق لبدء بيع النفط وتأمين وصول المساعدات الانسانية في اطار برنامج "النفط للغذاء". وقال باول للصحيفة إن الولاياتالمتحدة وشركاءها في التحالف سيحتفظون لأنفسهم "بالدور الرئيسي" في العراق بعد الحرب لكن الاممالمتحدة ستلعب "دوراً حيوياً" في إرساء الاستقرار والازدهار في العراق الذي مزقته الحرب. وقال باول: "نحتاج إلى مصادقة على السلطة وعلى ما نقوم به للبدء في بيع النفط في الوقت المحدد ولنضمن استمرار وصول المساعدات الانسانية في اطار برنامج النفط للغذاء". وأضاف ان واشنطن ستسعى على الأرجح الى استصدار قرارات من مجلس الامن لمعالجة هذه المسائل. في غضون ذلك، اعلنت هيئة الهلال الاحمر الإماراتية عن إرسال سفينة محملة بمواد غذائية وماء للشرب إلى ميناء أم قصر العراقي لمساعدة الشعب العراقي الذي دمرت معظم مرافقه الحيوية خلال الحرب. وقالت وكالة انباء الامارات الرسمية ان السفينة غادرت ميناء راشد في دبي الليلة الماضية وانها تحمل الف طن من المواد الغذائية و80 الف طن من التمور بالاضافة الى 25 الف غالون من مياه للشرب. وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قال اول من امس الاربعاء إن طائرات محملة مساعدات انسانية وصلت الى مطار بغداد الذي تسيطر عليه القوات الاميركية. من جهة اخرى، قال جراح استرالي أصبح رائداً في جراحات زراعة الأطراف العام 1998 انه سيتطوع بأجر فريقه في علاج طفل عراقي فقد كلتا ذراعيه خلال غارة جوية اميركية على العراق. وقال البروفسور إيرل أوين من مؤسسة "مايكروسيرش": "سنتطوع اذا تولى شخص ما ترتيب نقل الطفل الى مستشفى سانت ماري في لندن". واضاف اوين ان سانت ماري هو مكان عمل الفريق في بريطانيا تحت اشراف البروفسور نادي حكيم الذي كان ضمن فريق عام 1998. ومنذ نشر صورة الطفل علي اسماعيل عباس 12 عاماً اصبح عنواناً للمعاناة في الصراع بالنسبة الى الكثيرين في انحاء العالم، وفجر موجة من حملات التبرع. واضاف أوين: "سأحضر عدداً من أعضاء فريقنا لنرى ما يمكن ان نفعله للطفل ونعيد له ذراعاً واحدة على الأقل أو الإثنتين إن امكن". وفي العام 1998 قاد اوين وجان ميشيل دوبرنار من فرنسا فريقاً لزراعة ذراع وكف من متبرع لرجل اعمال نيوزيلندي كان فقدهما قبل 14 عاماً.