بعد شهر على آخر عملية اغتيال تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي في حق نشطاء وكوادر الانتفاضة، عادت واغتالت أحد أبرز قياديي "كتائب الشهيد عزالدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس ومرافق له مساء الثلثاء. وسقط في الهجوم الذي شنته مروحيات "اباتشي" الاميركية الصنع خمسة فلسطينيين آخرين، قبل ان تجتاح قوات الاحتلال شمال قطاع غزة امس وتقتل ثلاثة آخرين، في تصعيد واضح مترافق مع تصعيد أميركي - بريطاني في العراق. واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي مسلسل الدم التصعيدي امس، فقتلت ثلاثة فلسطينيين، أحدهما فتى، وأصابت 15 آخرين بجروح، بعد ليلة دامية عاشها سكان قطاع غزة ليل الثلثاء - الاربعاء. واستشهد الشابان عماد عدنان الهندي 21 عاماً، وعلي حسين المشيرفة 36 عاماً والفتى أحمد رشاد ابو القمصان 16 عاماً في مواجهات مع قوات الاحتلال الاسرائيلي التي اجتاحت المنطقة الشمالية من قطاع غزة، قرب بلدة بيت حانون. واصيب 15 شاباً وفتى بجروح مختلفة، نقلوا جميعاً إلى مستشفيات جباليا وبيت لاهيا وغزة. وكانت قوات الاحتلال اجتاحت المنطقة في أعقاب إطلاق صواريخ "قسام" على بلدة "سديروت" اليهودية الواقعة داخل الخط الأخضر إلى الشرق من بلدة بيت حانون شمال القطاع، وبحثت عن "قاذفات تستخدم في إطلاق صواريخ قسام" على حد زعم مصادر عسكرية إسرائيلية. وقالت المصادر ذاتها إن مسلحين فلسطينيين فجروا خمس عبوات ناسفة وأطلقوا النار على قوات الاحتلال، تطابقاً مع ما قالته مصادر فلسطينية ان مقاتلين فلسطينيين زرعوا عبوات ناسفة للدبابات واشتبكوا مع قوات الاحتلال. وأكدت كتائب "الشهيد أبو علي مصطفى"، الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ان مجموعاتها فجرت "عبوتين ناسفتين موجهتين من طراز "المصطفى" في دبابتي "ميركفاه" صهيونيتين، ما أسفر عن تدميرهما بالكامل" استنادا الى شهود عيان. وشددت على ان "هذه العمليات وكل عمليات المقاومة الباسلة تأتي رداً من كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ... على العدوان الامبريالي الاميركي - البريطاني على العراق الشقيق وعلى مجازر الاحتلال وجرائمه المتواصلة ضد جماهير شعبنا في الأراضي الفلسطينية، التي كان اخرها اغتيال الشهيد سعد العرابيد ورفاقه في مدينة غزة". كما اعلنت في بيان ثان لها عن تدمير دبابة ثالثة. ومن جانبها، أعلنت "كتائب القسام" قصف مستوطنة "نتساريم" اليهودية الجاثمة فوق أراضي الفلسطينيينجنوب مدينة غزة بعدد من صواريخ "قسام"، في اطار "الرد السريع على جرائم الاحتلال التي كان آخرها اغتيال الشهيدين سعد العرابيد واشرف الحلبي". ونعت الكتائب في بيان لها الشهيد محمود سمير فروانة 31 عاماً أحد أعضائها الذي سقط متأثراً بجروحه التي اصيب بها اثناء محاولته اخراج جثتي الشهيدين العرابيد والحلبي عندما قصفت مروحية "اباتشي" السيارة التي كانا يستقلانها مرة اخرى. وكانت مروحيتان اسرائيليتان من نوع "اباتشي" اطلقتا ثلاثة صواريخ في اتجاه السيارة، التي اخطأها الصاروخ الاول، واصابها الثاني، قبل ان تعود احدى المروحيتين لاطلاق صاروخ ثالث بعد دقائق عدة تجمع خلالها عشرات المواطنيين لانقاذ الشهداء والمصابين. وأسفر الهجوم، الذي جاء مباغتاً، عن استشهاد سبعة مواطنين هم سعد العرابيد 35 عاماً أحد قياديي "كتائب القسام"، ومرافقه اشرف الحلبي 28 عاماً ومحمود سمير فروانة 31 عاماً وعمار كامل نصار 22 عاماً ومحمد صابر بصل 20 عاماً والفتيان سامي حسن قاسم 16 عاماً وأحمد خميس الاشرم 13عاماً. واصيب في الهجوم 53 مواطناً آخر بجروح، من بينهم 22 طفلاً. وشنت طائرات حربية من طراز "اف 16" الاميركية الصنع غارات وهمية على مدينة غزة، في الوقت الذي كانت المروحيتان تنفذان جريمتها الجديدة، التي وقعت بعد شهر على آخر عملية اغتيال. وكانت قوات الاحتلال اغتالت في الثامن من الشهر الماضي ابراهيم المقادمة أحد أبرز قادة حركة "حماس" وثلاثة من مرافقيه في اطار حملة مسعورة تشنها الحكومة الاسرائيلية اليمينية ضد نشطاء الانتفاضة وكوادرها وقيادييها. وجاءت عملية اغتيال العرابيد متزامنة مع التصعيد العسكري الاميركي - البريطاني في العراق وقتل ثلاثة صحافيين في العاصمة بغداد. كما جاءت خلال زيارة وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر اسرائيل والاراضي الفلسطينية، ما فسره مراقبون على انه رسالة موجهة الى فيشر تهدف الى افشال مهمته الداعية الى تحقيق السلام بين الطرفين المتصارعين، خصوصاً أنه رفض طلباً اسرائيلياً بعدم الاجتماع مع الرئيس ياسر عرفات. كما جاءت العملية في وقت واصلت قوات الاحتلال خلال الأسابيع الماضية هجماتها واعمال القتل وتدمير المنازل والاعتقالات. وتنسب اجهزة الأمن الاسرائيلية الى العرابيد المسؤولية عن عمليات فدائية قتل فيها 28 إسرائيلياً، وذلك منذ العام 1993 وحتى الآن. وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً في محافظة طولكرم شمال الضفة وخمسة آخرين في بلدة اليامون قضاء جنين الخاضعة لنظام حظر التجول، والفتاة عبير محمد ندى 17 عاماً مع والدها الذي اطلقته لاحقاً وأبقت عليها قيد الاعتقال، ومواطناً في مدينة قلقيلية، ومواطنين في قرية عابود قضاء رام الله وسط الضفة. وهدمت قوات الاحتلال منزل المواطن سعيد ابو سند 63 عاماً في منطقة راس البستان في قرية سلوان في مدينة القدسالمحتلة بحجة عدم الترخيص، ليرتفع بذلك عدد المباني التي هدمتها قوات الاحتلال منذ بداية العام الجاري في المدينة الى 48 منزلاً. وفي مدرسة جبع في مدينة جنين انفجرت صباح امس قذيفة من مخلفات قوات الاحتلال، ما أدى الى اصابة 18 طالباً بجروح، اثنان منهم في حال الخطر. وتبنت العملية الارهابية منظمة يهودية متطرفة. وحملت القيادة الفلسطينية في بيان لها الحكومة الاسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة". ونددت القيادة في بيان ثان لها بعملية الاغتيال البشعة في غزة مساء اول من امس. وشيع آلاف الفلسطينيين شهداءهم الى مثواهم الأخير بعد ظهر امس.