رفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي حصارها المشدد عن بلدة بيت حانون الواقعة شمال شرقي قطاع غزة فجر امس وسحبت دباباتها وآلياتها العسكرية من محيط البلدة الى مواقعها في منطقة "ايرز" القريبة. وخلفت قوات الاحتلال في عدوانها على البلدة شهيداً ونحو 25 جريحاً وتدميراً كبيراً في البنى التحتية وهدمت أربعة جسور تصل البلدة بغزة. ندد ناطق رسمي فلسطيني بما وصفه "العدوان العسكري والارهاب الاسرائيلي المستمر والمتصاعد"، في وقت قالت فيه كتائب "الشهيد عزالدين القسام" الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى" الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" انهما فجرتا عدداً من الآليات والدبابات الاسرائيلية اثناء الهجوم على البلدة. وتم امس تشييع جثمان الشهىد حسن يوسف فياض 19 عاماً الذي سقط برصاص قوات الاحتلال اثناء المواجهات العنيفة التي دارت بين الشبان وقوات الاحتلال، وبين هذه القوات ومسلحين ومقاتلين فلسطينيين من "كتائب القسام" و"أبو علي مصطفى" و"شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح". وقال الباحث في الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن مصطفي ابراهيم ان قوات الاحتلال دمرت أربعة جسور صغيرة تربط البلدة بالطريق الرئيسية المؤدية الى مدينة غزة بعدما زرعت الديناميت أسفلها. وتقع الجسور الأربعة على وديان صغيرة تمر بالبلدة، وتعتبر المداخل الأربعة الرئيسية للبلدة. واعتبر ابراهيم في حديث ل"الحياة" ان تدمير الجسور الأربعة يهدف الى عزل البلدة عن باقي قطاع غزة ومنع المسلحين والمقاومين من الدخول الى البلدة والخروج منها بسهولة، لافتاً الى الهجمات الفلسطينية وعمليات اطلاق قذائف صاروخية وقذائف الهاون من أراضي البلدة في اتجاه عدد من المستوطنات شمال القطاع وداخل "الخط الأخضر". وكانت "كتائب القسام" أعلنت أول من امس انها اطلقت 16 صاروخاً من نوع "قسام 2" في اتجاه بلدتي "اشكلون" و"اجدوروت" شمال القطاع وشرقه على التوالي. واشار ابراهيم الذي يتابع الانتهاكات الاسرائيلية في قطاع غزة الى ان قوات الاحتلال دمرت المحولات الكهربائية، ما أدى الى اغراق البلدة في ظلام دامس ليل الجمعة - السبت. ولفت الى ان عشرات المنازل تضررت وتصدعت جدرانها، وتحطمت نوافذها نتيجة الانفجارات القوية التي اسفرت عن نسف الجسور الأربعة، بعدما ارغمت قوات الاحتلال ساكنيها على مغادرتها تحت تهديد السلاح. من جانبها، أعلنت "كتائب القسام" انها فجرت عبوة ناسفة في اتجاه دبابة اسرائيلية اثناء حصار بلدة بيت حانون. اما كتائب "الشهيد أبو علي مصطفى"، فأعلنت في بلاغ عسكري حصلت "الحياة" على نسخة منه ان مجموعاتها فجرت عبوتين ناسفتين أسفل دبابتين اسرائيليتين في حادثين منفصلين. وشددت على ان هذه العمليات "تأتي رداً من كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على جرائم الاحتلال المتواصلة ضد جماهير شعبنا في الأراضي الفلسطينية التي كان آخرها استشهاد أربعة فلسطينيين في مدينة نابلس وهدم عدد من المنازل في حي الزيتون في مدينة غزة ومدينة رفح وقصف احدى الكنائس في غزة جيفارا الباسلة". وكانت قوات الاحتلال انسحبت من محيط البلدة، التي تعرضت طوال ساعات بين الجمعة - السبت الى قصف مدفعي وبالرشاشات الثقيلة من الطائرات المروحية من نوع "أباتشي" أميركية الصنع فجر امس بعد اقل من 24 ساعة على فرض الحصار المشدد حول البلدة. من جهة اخرى، هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي مساء السبت عدداً من المنازل في مدينة رفح اقصى جنوب القطاع. وقال شهود ان جرافات الاحتلال ودباباته التي توغلت نحو 250 متراً في حي البرازيل، وتوغلت في بلوك "5" في مخيم رفح هدمت 13 منزلاً وألحقت أضراراً جسيمة بنحو 15 منزلاً آخر تقع جميعها على طول الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر، وذلك في اطار استكمال بناء "السور الواقي الحديد" الذي تقيمه سلطات الاحتلال بمحاذاة الشريط.