عادت الطبعة السويسرية من الدينار العراقي التي ألغاها صدام حسين في العام 1993 الى التداول بقوة في السوق الأردنية، مع تزايد الآمال بإعادة الاعتبار لورقة النقد من فئة ال25 ديناراً والمعروفة شعبياً ب"أم الاحصنة الثلاثة" إذا ما انجلت الحرب الاميركية - البريطانية ضد بغداد عن رحيل صدام حسين عن الحكم. وكان إلغاء الطبعة السويسرية، التي لا تزال متداولة في المناطق الكردية، سبب أضراراً فادحة للأردنيين الذين كدسوها قبل عشر سنوات أمام مصوري التلفزيونات العالمية وطالبوا بتعويضات. وردّ صدام في حينه بإغراق الأسواق المجاورة بطبعة بغداد الجديدة، تاركاً ورقة "الأحصنة الثلاثة" لهواة جمع العملات القديمة، والمغرمين بتخزينها، بعدما اصيب وسطاء وصرافون وتجار أردنيون بنوبات قلبية حسرة على خسائرهم. لكن الطلب على طبعة بغداد المعتمدة رسمياً، والتي تترك آثار حبر وأصباغ على أيدي متداوليها، تراجع في الأيام الماضية في السوق الأردنية لمصلحة الطبعة السويسرية، بسبب تزايد الحاح صيارفة وتجار خليجيين خصوصاً كويتيين على جمعها من الاسواق، ما أدى الى ارتفاع سعرها على نحو لا سابق له. ويقول رئيس جمعية الصرافين الأردنيين مطيع الكباريتي ل"الحياة" إن "سعر صرف المليون دينار من الطبعة السويسرية بلغ أمس نحو 30 ألف دولار، ولم يكن يساوي قبل شهرين أكثر من 12 ألف دولار، بينما لا يزيد سعر صرف المليون من طبعة بغداد على 700 دولار أميركي فقط". وعزا ذلك إلى "تزايد طلب صرافين كويتيين وإماراتيين على العملة القديمة المطلوبة على نطاق واسع في المناطق الكردية العراقية، اعتقاداً منهم بأن هذه العملة ستعود إلى التداول بقوة بعد رحيل صدام حسين عن الحكم". ويكشف الصراف الأردني فيصل العبداللات ل"الحياة" ان "مستثمراً كويتياً طلب منه شراء كميات من العملة العراقية القديمة ب250 ألف دولار اميركي"، مؤكداً أن صيارفة "حققوا أرباحاً عالية في الاسابيع الماضية نتيجة تجدد الآمال بعودة ورقة النقد السويسرية، وربما أدى ذلك أيضاً الى حفز التجار والمواطنين على بيع مخزونهم بأسعار مرتفعة ليعوّضوا خسائرهم السابقة". ويتوقع صيارفة ان "يتزايد الطلب على الطبعة السويسرية المتوفرة بكميات محدودة في السوق الأردنية خلال الأيام المقبلة، نظراً إلى أن أكراد العراق يطلبونها من وسطاء خليجيين مع استمرارهم في التعامل بها، جنباً إلى جنب مع الدولار الاميركي، وحاجتهم الى اوراق لم تتعرض للاهتراء من جراء كثرة تداولها". ويبلغ سعر صرف الدولار الأميركي في كردستان نحو 11 ديناراً عراقياً من العملة السويسرية، مقابل 2000 دينار من العملة الجديدة التي تحمل صور صدام حسين، ما حمل الحزبين الكرديين اللذين يسيطران على شمال العراق الديموقراطي والاتحاد الوطني على دفع رواتب موظفيهما في تشرين الاول اكتوبر الماضي بالدولار لتشجيع التعاملات به وتوسيعها، في ظل ندرة العملة القديمة التي أخذ التجار بجمعها وتخزينها، طمعاً ببيعها بأسعار فلكية عند اندلاع الحرب.