دعا وزير الخارجية الأميركي كولن باول سورية إلى "التخلي عن دعمها الجماعات الارهابية ونظام الرئيس صدام حسين". وقال في كلمة أمام اجتماع لجماعة يهودية اميركية ذات نفوذ في واشنطن ان الولاياتالمتحدة "ستطالب بسلوك يتسم بمقدار أكبر من المسؤولية" من دول أخرى يحتمل ان تثير معها أميركا مشاكل، وبينها إيران. وتابع في لهجة تحذير ان "سورية تواجه الآن خياراً حاسماً. بإمكانها ان تواصل الدعم المباشر للجماعات الارهابية والنظام المحتضر في العراق، او السير في طريق مختلف وأكثر أملاً. واذا اختارت أياً من الطريقين، ستتحمل مسؤولية خيارها وتبعات ذلك". وأبلغ باول مؤتمراً للجنة الشؤون العامة الاسرائيلية - الاميركية ايباك، ليل الأحد، ان الولاياتالمتحدة "تراقب الدول التي لا تلتزم أنماط سلوك مقبولة"، في اطار "الحرب على الإرهاب". وأكد خط واشنطن المتشدد ازاء ايران، قائلاً إن "الوقت حان للمجتمع الدولي كله كي يصر على ان تتوقف ايران عن دعمها الارهاب، وعليها أن تكف عن السعي إلى الحصول على أسلحة دمار شامل وسبل انتاجها"، متعهداً دعم "طموح الشعب الإيراني لتحسين حياته". وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قال الاسبوع الماضي ان شحنات من العتاد العسكري تعبر الحدود الى العراق من سورية، محذراً من أن الولاياتالمتحدة ستحمل الحكومة السورية المسؤولية عن هذا "العمل العدائي". ووجه أيضاً تحذيراً شديد اللهجة الى ايران، مشيراً إلى أن مئات من الشيعة العراقيين المسلحين المعارضين لحكومة الرئيس صدام حسين، ممن درّبتهم ايران وموّلتهم، موجودون في العراق. وزاد ان القوات الاميركية ستعتبر أعضاء "فيلق بدر" خصوماً، على رغم أنهم لم يبدوا حتى الآن نيات معادية لقوات الغزو التي تقودها الولاياتالمتحدة. ورفضت سورية وايران تحذيرات رامسفيلد، وأكدت وزارة الخارجية السورية أن واشنطن تحاول صرف الانتباه عن "جرائم الحرب" التي ارتكبتها قواتها ضد المدنيين العراقيين . إلى ذلك، تناول باول قضية السلام في الشرق الاوسط، معتبراً ان احراز تقدم في العملية السلمية "قد يكون ممكناً مجدداً"، على رغم الحرب في العراق. وزاد: "اليوم، نحن في مرحلة أمل، في وقت يمكن ان يكون احراز التقدم ممكناً مجدداً". وعلق على تعيين رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن قائلاً إن "القوانين المكتوبة التى اعتمدت تعطي رئيس الوزراء الفلسطيني صلاحيات حقيقية، وتجعله مسؤولاً أمام الهيئة التشريعية التى انتخبته". لكنه نبه إلى أن الإدارة الأميركية ستتابع عن كثب الطريقة التي سيمارس فيها رئيس الوزراء الجديد سلطته. وحذر من ان "الارهاب الذي يقوم به الفلسطينيون لا يتلاءم مع مفهوم السلام الذي يدعو اليه الرئيس جورج بوش في المنطقة". واستنكر العملية الانتحارية في نتانيا، وأضاف: "ليست هناك وسيلة اخرى، الارهاب يجب ان يتوقف". وجدد تعهد واشنطن نشر "خريطة الطريق" من اجل تسوية النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي على مراحل، بما يتضمن اقامة دولة فلسطينية بحلول العام 2005. إسرئيل: العراق نقل أسلحة إلى سورية إلى ذلك، قال مسؤول بارز في الاستخبارات الاسرائيلية، في تصريح نقلته الاذاعة الاسرائيلية أمس، ان العراق "ربما يكون نقل كمية من اسلحة الدمار الشامل الى سورية". وأوضحت الاذاعة ان الجنرال يوسي كوبرفاسر رئيس قسم الابحاث في الاستخبارات العسكرية ادلى بهذا التصريح امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست. وأضاف الجنرال كوبرفاسر ان القوات الاميركية والبريطانية تفقدت "كل المواقع المشبوهة" في غرب العراق ولم تعثر على أي أسلحة دمار شامل فيها. ونقلت الاذاعة العامة عنه قوله ان احتمال تعرض اسرائيل لضربة عراقية لا يزال ضئيلاً "لكن اذا شعر النظام العراقي بأن نهايته اقتربت، قد يعطي الأمر بضرب اسرائيل". وفي 24 كانون الاول ديسمبر 2002، قال رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون ان لديه معلومات تفيد بأن العراق نقل أسلحة غير تقليدية الى سورية. وقال شارون ان "صدام حسين اراد اخفاء اسلحته، واعتقد ان الاميركيين يعرفون ذلك". وفي قاعدة السيلية قطر، صرح أحد كبار قادة القوات الاميركية أمس بأن القوات الاميركية لم تصادف حتى الآن أي عراقيين في ارض المعركة يحملون نظارات للرؤية الليلية قال رامسفيلد انها ربما تكون قد وصلت الى العراق عبر سورية. وقال البريغادير جنرال فنست بروكس للصحافيين في مركز القيادة الاميركية - البريطانية الأمامية التي تدير الحرب على العراق في السيلية "لم نر لحد الان، حسب علمي، أي نظارات للرؤية الليلية بحوزة الاشخاص الذين صادفناهم في أرض المعركة".