أكد زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أن المعارضة العراقية والفصائل الكردية تلقت ضمانات من الإدارة الأميركية بشأن دورها في مرحلة ما بعد إطاحة النظام العراقي، وذلك خلال حضور ممثلين من الإدارة الأميركية في مؤتمري لندن وإربيل. وأشاد بارزاني بما أعلنه الرئيس الأميركي جورج بوش اخيراً عن "تطلع الإدارة الأميركية إلى نظام كونفيديرالي" في العراق، وهو وفقاً لبارزاني "الموقف الأميركي الأول من نوعه في هذا الشأن ويتلاءم مع طموحات المعارضة العراقية". وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر المكتب السياسي للحزب في مدينة صلاح الدين في شمال العراق، كرر بارزاني إدانته حرق العلم التركي على يد بعض الأكراد خلال تظاهرات في إربيل الأسبوع الماضي، معتبراً أنه "أمر غير أخلاقي ولا يعبر عن رؤية الشعب الكردي"، وقال: "لا أحد يريد تصعيد التوتر مع تركيا أو أي دولة جارة وانما نريد حل مشاكلنا بالحوار والنقاش". لكنه أكد رفض التدخل العسكري التركي في شمال العراق. وأشار إلى أن هذه القضية ستطرح خلال لقاء يعقد قريباً بين مسؤولين أكراد وأميركيين وأتراك من دون أن يحدد موعد الاجتماع أو مكانه. وأمل الزعيم الكردي بأن لا ترسل تركيا قواتها إلى شمال العراق مؤكداً أن ذلك اذا حدث ستكون له عواقب سلبية على سكان المنطقة. وتساءل بارزاني عن هدف مثل هذا التدخل في وقت أعلنت فيه القيادة التركية عدم نيتها القتال ضد الجيش العراقي في الحرب المقبلة. ورداً على سؤال ل "الحياة" عن الدور الذي ستضطلع به القوات الكردية أثناء الحرب وبعدها خصوصاً في ظل معلومات عن طلب أميركي بعدم التدخل العسكري لأي فصيل من المعارضة العراقية، قال إن "الدور الأساسي للفصائل الكردية سيكون في مرحلة ما بعد الحرب"، مؤكداً أن الحركة الكردية "جزء من المعارضة العراقية ولن تكون هناك حدود على حركتها". ونفى أن تكون الإدارة الأميركية طلبت أي تسهيلات لوجستية من القيادة الكردية استعداداً للحرب، كذلك نفى علمه بما يتردد عن تحضير مطارات عسكرية في شمال العراق لتستخدمها الطائرات الاميركية خلال الحرب. ونفى ايضاً تلقي مساعدات عسكرية من أي جهة. وعما تردد من أن قوات "فيلق بدر" التابعة للمجلس الاسلامي الأعلى العراقي المعارض دخلت من ايران إلى شمال العراق، قال إن أياً من عناصر هذه القوات لم يدخل كردستان العراق. وعن المخاوف من "خيانة" أميركية جديدة يتعرض لها الأكراد، قال بارزاني: "آمل أن لا نباع هذه المرة لكن الأمر الآن مختلف والعالم تغير ولسنا وحدنا. اليوم يختلف عما جرى في العام 1991. ففي حينها كانت الولاياتالمتحدة تدافع عن مصالحها أما اليوم فهي تدافع عن أمنها القومي". وأكد الزعيم الكردي أن هدف الفصائل الكردية هو "عراق حرّ فيديرالي موحد، وهذا يتوافق مع الرغبات الأميركية"، وأشار إلى أنه يتمنى حلاً سلمياً للأزمة يفضي إلى هذه الأهداف.