عزّزت الولاياتالمتحدة حشودها العسكرية بعدما اكدت عزمها وبريطانيا على شن حرب على العراق، فيما مهّد مسؤول عسكري اميركي للسماح للقوات بالدفاع عن "مناطق محمية" داخل العراق خلال العمليات العسكرية، وهي المساجد والمدارس التي تشتبه واشنطن باستخدام نظام الرئيس صدام حسين مجمعات عسكرية ومرابض مدفعية ومعدات اطلاق صواريخ يمكن ان تحدث خسائر في صفوف قوات التحالف. الى ذلك قدّرت مصادر في الكونغرس تكاليف التدخل العسكري في العراق بحوالى 24 بليون دولار نهاية الشهر الاول من الحرب. وبدأت البحرية الاسبانية تستعد للمشاركة في الحرب على رغم نفي مدريد ذلك. أعلن مسؤول عسكري اميركي اول من امس ان القوات الاميركية سترد "بالقوة المناسبة" اذا وجدت نفسها تحت نار القوات العراقية على مقربة من مسجد او مدرسة. وقال الجنرال بافورد بلاونت قائد الفرقة الثالثة في سلاح المشاة المنتشرة في الكويت: "لدى جنودنا أوامر بالدفاع عن النفس". واضاف: "اتخذنا الاجراءات لتحديد امكنة كل المدارس وكل المساجد، ووضعناها في مناطق محمية، لكن اذا حاولوا العراقيون المهاجمة من هذه الاماكن، فسنرد عليهم فيها بالقوة المناسبة". ومثالاً على ذلك فإن القوات الاميركية ستستخدم "قوة مناسبة" اذا وضعت قطعة مدفعية قرب مسجد وبدأت "باطلاق النار على الجنود وتعريض حياتهم للخطر". وقال "نأمل في ان لا يحدث ذلك. لن نكون البادئين على الاطلاق بمثل هذا العمل". واعلن بلاونت "ان استخدام العراق المحتمل لاسلحة كيميائية او بيولوجية سيكون هاجسي الرئيسي". لكنه اضاف "ان ذلك لا يمنعني من النوم". واكد الجنرال بلاونت من جهة اخرى ان القوات الاميركية اتخذت اجراءات "للمساعدة على الحد من مخاطر" اطلاق نيران عن طريق الخطأ قد تسبب خسائر في صفوف القوات الحليفة كما حدث اثناء حرب الخليج الاولى في العام 1991. تكاليف الشهر الاول من جهة اخرى، جاء في تقديرات لمكتب الميزانية في الكونغرس نشرت اول من امس مع تقرير حول موازنة العام 2004 التي قدمها الرئيس بوش، ان تدخلاً عسكرياً اميركياً في العراق سيكلف حوالى 24 بليون دولار نهاية الشهر الاول من الحرب. وجاء في التقرير ان "مكتب الميزانية يقدر الآن ان مصاريف نشر اعداد كبيرة من القوات البرية في الخليج سترتفع الى 14 مليار دولار وان التكاليف التي ستسجل في الشهر الاول من المعارك في العراق سترتفع الى اكثر من عشرة بلايين دولار بقليل". واضاف ان هذه المصاريف ستتدنى بعد ذلك الى حوالى ثمانية بلايين دولار شهرياً، مضيفاً انه لا يستطيع تقديم تقديرات حول المدة التي ستستغرقها هذه الحرب المحتملة. واعتبر انه بعد نهاية المعارك سترتفع تكاليف اعادة القوات الى قواعدها الى حوالى تسعة بلايين دولار. واشار الى ان التكاليف التي ستترتب على احتلال العراق بعد انتهاء المعارك قد تتراوح بين بليون واربعة بلايين دولار شهرياً مؤكداً انه لا يملك تقديرات حول كلفة اعادة الاعمار والمبالغ التي قد تقدمها الولاياتالمتحدة كمساعدات لهذه الغاية. تعزيزات وعلى صعيد الحشد العسكري الاميركي وتعزيز قواته عالمياً، تدفق آلاف من الجنود الى مرفأ كونستانتا الروماني الواقع على البحر الاسود، حيث شرع في بناء قواعد متحصنة خلف شعار "سرّ الدفاع". وشوهدت عشر طائرات نقل ضخمة من نوع "هيركوليس سي 130" متوقفة على مدرج في "القاعدة الجوية 57" اضافة الى 4 مروحيات من طراز "اتش 53" ورفعت يافطات تنبّه من وجود منطقة عسكرية، فيما تقوم سيارات للشرطة بدوريات. كما قام ضباط اميركيون بتفقد العديد من حقول المناورات وبينها ميدان "باباداغ" على بعد 80 كيلومتر شمال كونستانتا. وتفقدوا مستشفيات ايضاً كما استعلموا عن نوعية العلاجات الطبية ومخزونات الادوية. وفي لشبونة اعلنت وسائل الاعلام البرتغالية امس ان 30 طائرة نقل وتموين عسكرية هبطت في قاعدة اميركية في لاجيس غرب البلاد من دون معرفة وجهتها النهائية. واشار عدد من الخبراء العسكريين الذين اتصلت بهم وكالة الانباء البرتغالية بأن طائرات التموين في الجو "كي.سي-135" وطائرات النقل "سي.130" التي تم رصدها في هذه القاعدة، التي تقع في جزيرة تريسيرا، من المحتمل استخدامها في عملية نقل الجنود والمعدات نحو منطقة الخليج . وبحسب وكالة الانباء البرتغالية فان حركة النقل الجوي قد تصاعدت في ارخبيل الازوريس منذ يوم الثلثاء الماضي مع وصول عشرين طائرة مقاتلة. ومن جانب آخر، بدأت حوالى عشر طائرات من طراز "كي سي 135" هذا الاسبوع بعمليات في المحيط الاطلسي انطلاقاً من قاعدة لاجيس. واوضحت الوكالة البرتغالية ان العنابر الاميركية بدأت منذ الاسبوع الماضي بتسلم حوالى 600 سرير اضافي من اجل استقبال اختصاصيين في الصيانة والتنسيق لعمليات طائرات التموين والطائرات المقاتلة. في مدريد وعلى رغم نفي وزارة الدفاع الاسبانية وجود اي مخطط للمشاركة في الحرب على العراق فإن الموشرات تؤكد عكس ذلك. اذ انتقلت حاملة الطائرات "امير استورياس" التي تعتبر اهم قطعة بحرية اسبانية ترافقها فرقاطة "الملكة صوفيا" الى المياه الاقليمية في انتظار اشارة رسمية للتوجه الى الخليج. وسلّمت قيادة البحرية جميع العسكريين العاملين على متن حاملة الطائرات وعددهم 558 رجلاً بزّات صيفية في الوقت الذي يتم فيه تبديل البزّات الشتوية خلال شهر حزيران يونيو من كل عام، الامر الذي تسبب بخلق جو من القلق لدى عائلات العسكريين حاول قائد الاركان العسكرية امس تطويقه بتوزيع بيان اكد فيه انه "لم يتلق اية اوامر كما انه لم يأمر بإرسال اية قطعة عسكرية باتجاه الخليج". قناة السويس من جهة اخرى قالت مصادر ملاحية مصرية امس ان ثلاث سفن حربية اميركية وايطالية عبرت قناة السويس متوجهة، كما يبدو، الى منطقة الخليج. وكانت اربع سفن اميركية وبريطانية قد عبرت قناة السويس يوم الاربعاء الماضي. وأظهرت احصاءات هيئة قناة السويس ان القناة حققت العام الماضي ارتفاعاً في اعداد السفن الحربية العابرة بنسبة 39.8 في المئة بالمقارنة مع العام 2001 حيث بلغ عدد السفن الحربية العابرة 264 سفينة عام 2002 مقابل 203 سفينة عام 2001. بطون خاوية وفي لندن، اعلنت عائلات جنود بريطانيين منتشرين في الخليج اول من امس ان معنويات العسكريين هي في ادنى مستوى لها بسبب النقص في المواد الغذائية. ونقلت شبكة التلفزيون البريطانية "اي تي في" المستقلة عن عشرات العائلات قولها ان أبناءها يشكون من "الشروط المخزية" في القواعد العسكرية حيث لا يحصلون الا على وجبة طعام واحدة يومياً. واوضح ديريك والد أحد الجنود "قال لنا ان معنوياته في الحضيض بسبب النقص في المواد الغذائية. لا يحصلون الا على وجبة طعام يومياً". ولكن وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع لويس موني نفى وجود نقص في المواد الغذائية بالنسبة للجنود ولكنه اقر مع ذلك بوجود "حالات افرادية".