سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تركيا تدعو الى نظام علماني في كابول وتشترط قيادة القوات الدولية . وحدات اميركية تشارك المعارضة في ملاحقة "طالبان" وجنود بريطانيون وفرنسيون لتأمين وصول المساعدات
مع استقرار الوضع عسكرياً لقوات "تحالف الشمال" الأفغاني على رغم وجود بعض جيوب المقاومة لحركة "طالبان" بدأت طلائع القوات الغربية بالتدفق على افغانستان، لملاحقة زعماء "القاعدة" و"طالبان"، وطليعتهم جنود اميركيون شاركوا في بعض المعارك، وبريطانيون تمركزوا في قاعدة باغرام الجوية شمال كابول. ومن المتوقع وصول وحدات فرنسية وكندية خلال ساعات. وفي حين اعلنت تركيا استعدادها للمشاركة عسكرياً، اشترطت قيادتها لقوات التحالف الدولي، وفجرت مفاجأة سياسية بدعوتها الى اعتماد نظامها السياسي العلماني في كابول باعتبار انه الأفضل لتذويب الإثنيات المختلفة، لكن دعوة من هذا النوع قد تثير حساسية افغانية كبرى بسبب المشاعر الدينية المنتشرة في البلاد، وبالتالي تنعكس معارضة عنيفة للوجود الأجنبي. كابول، ووكيغان الولاياتالمتحدة، قاعدة إيستر الجوية فرنسا، بور سعيد مصر، وارسو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في ووكيغان ايلينوي أمس أن قوات أميركية خاصة "تشارك" في أفغانستان في المعارك التي تشنها القوات المعارضة ضد حركة "طالبان". وقال إن جنوداً أميركيين توجهوا الى بعض المواقع، واشتبكوا مع قوات "طالبان" وسيطروا على الوضع، لكنه رفض تحديد عدد هؤلاء القوات أو مكانهم. وغادرت دفعة أولى من 003 جندي فرنسي قاعدة إيستر الجوية جنوبفرنسا أمس متوجهة الى مزار الشريف، للمشاركة في مهمة تأمين وصول المساعدات الانسانية الى أفغانستان. وتبعتها دفعة ثانية مؤلفة من 28 جندياً من كتيبة استطلاع للمهمة نفسها. وكان الكولونيل جان مارك سايار قائد كتيبة الاستطلاع أعلن في وقت سابق أن أكثر من 300 جندي فرنسي سيتوجهون الى أفغانستان عبر تركيا وأوزبكستان على متن طائرتي نقل عسكريتين طراز "سي -160"، اعتباراً من أمس. وأضاف أن بقية عناصر الوحدة سيكونون من كتيبة مشاة البحرية ال21 وسيتوجهون الى أفغانستان في الايام المقبلة. ومن جهته قال اللفتانت كولونيل فرانسيس بورداشار القائد التكتيكي للوحدة إن مهمتها ستكون أساساً "تطهير" مطار مزار الشريف شمال أفغانستان أي نزع الالغام غير المنفجرة وغير ذلك. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن قوات بريطانية منتشرة الان شمال أفغانستان لتحضير العمليات الانسانية المرتقبة. وأضاف الناطق باسم الوزارة أن هؤلاء الجنود "سيقومون بمهمات تقنية ذات علاقة بعمليات إنسانية محتملة". ونقل شهود أنهم رأوا جنوداً بريطانيين ومروحية في مطار باغرام شمال كابول، وسيستخدم المطار قاعدة جوية لقوات التحالف الغربي لنقل الامدادات العسكرية والمساعدات الانسانية. وقال جاك سترو وزير الخارجية البريطاني إن مئة من قوات مشاة البحرية الملكية طاروا خلال الليل الى قاعدة باغرام وأن دورهم في الاساس إنساني. إلا أن ناطقاً باسم "تحالف الشمال" الذي يسيطر على العاصمة كابول قال ان التحالف لم يبلغ وصول قوات بريطانية الى قاعدة باغرام الجوية. وأوضح محمد هابيل: "القوات البريطانية أتت الى هنا لتوفر الامن.. ومساعدات إنسانية لافغانستان، ولم ينسق معنا بشأن وصولهم. قرار المجيء قرارهم ولم يبلغونا به، وربما يرحلون". وقال حاكم ولاية هيرات اسماعيل خان المعارض لطالبان إنه يعارض الان وقد "استولت قوات التحالف على كابول وجود قوات أجنبية في أفغانستان". الى ذلك، عبرت أربع سفن حربية أميركية وست بريطانية أول من أمس قناة السويس متوجهة الى المحيط الهندي للانضمام الى القوات التي تشارك في الغارات على أفغانستان، بحسب ما ذكرت سلطات القناة. وأوضحت السلطات أن هذه السفن هي حاملة الطائرات "باتان" وسفينتا النقل "شريفبورت" و"ويدبي ايلاند" وسفينة دعم. أما السفن البريطانية فهي المدمرة "نوتينغهام" وسفينة التموين "أوكليف" والسفينتان اللوجستيتان "سير غالاهاد" و"سير بيدفير" وسفينة الدعم "فورت أوستن" والفرقاطة "مون ماوث". وكانت ثلاث سفن حربية كندية عبرت الاثنين قناة السويس متوجهة الى المحيط الهندي للانضمام الى القوات البحرية الاميركية والبريطانية. شروط تركية في أنقره، أكدت مصادر عسكرية تركية أن اللواء الثامن والعشرين والمكون من قوة عسكرية برية قوامها ثلاثة آلاف جندي بدأ استعداداته للذهاب الى أفغانستان في حال طلب من تركيا المشاركة في قوات حفظ السلام هناك. وفيما رفض المسؤولون العسكريون الإدلاء بتصريحات حول الرقم الذي تفكر تركيا في إرساله الى أفغانستان، إلا أن وزير الدفاع صباح الدين شاكماك أوغلو ذكر أن لدى تركيا شروطاً لقبول المشاركة في قوات حفظ السلام، أهمها أن تتولى تركيا إدارة تلك القوة متعددة الجنسيات وقيادتها، وأن يترك للقيادة التركية التخطيط وتوزيع المهمات. وأشار وزير الخارجية اسماعيل جم خلال لقاءاته مع ديبلوماسيين أميركيين في نيويورك الى أن تركيا ترغب في ما هو أكبر من دور القيام بحفظ السلام، ومن ذلك المساعدة في إعادة بناء الهيكل السياسي والإداري والنظام الداخلي لأفغانستان، وتشكيل ما أسماه بالهوية الأفغانية من جديد. وتأتي طروحات جم مع ما يرد في الصحف التركية في شأن اعتماد النموذج التركي لإعادة بناء أفغانستان، وتذويب الأعراق الأفغانية المختلفة في قومية أفغانية واحدة مثلما فعل مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك عام 1923. والتوجه الى نظام علماني يساعد كما يقول المراقبون الأتراك على تجاوز الخلافات بين الفصائل الأفغانية التي تستند دائماً الى الشريعة والإسلام في تبرير مواقفها واستمرار حروبها مع بعضها. وفي وارسو، صرح وزير الدفاع البولندي غيرزي شمايغينسكي أن بلاده مستعدة لارسال قوات لمساعدة الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان على رغم أن المهمات التي قد تسند إليها ما زالت غير واضحة.