أعلن رئيس الوزراء التركي عبدالله غل ان المفاوضات مع واشنطن التي تعدّ لنشر قوات في الاراضي التركية استعداداً للحرب على العراق "تجري في جو من التفهم المتبادل"، فيما اكد وزير الخارجة يشار ياكيش ان التوصل الى اتفاق بات قريباً. وكانت وكالة "فرانس برس" نسبت الى غل قوله في كلمة امام غرفة التجارة في اسطنبول ان الجانبين سيتوصلان الى "حل خلال الايام المقبلة، وبالطبع سيكون على البرلمان التركي ان يتخذ القرار" النهائي في شأن السماح بنشر القوات الاميركية التي تقدّر بحوالى اربعين الف جندي. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول امهل انقرة اول من امس ساعات لبت عرض معدّل قدمته واشنطن، يشمل شقاً عسكرياً وآخر مالياً. وأصرت تركيا على مشاركة اميركا في الخطط المستقبلية في المنطقة. وفي بوخارست قال مسؤولون امس ان حوالى 250 جندياً اميركياً في طريقهم الى تركيا وصلوا الى قاعدة جوية رومانية قرب ميناء كونستانتا على البحر الاسود. وتنتظر القوات الاميركية التي وصلت على متن اربع طائرات من طراز "سي 130" في ساعة متقدمة ليل الخميس، في مطار كوغالنيتشينو الحصول على موافقة انقرة للانتقال الى تركيا. وافادت مصادر وزارة الدفاع الرومانية ان القوة التي ارسلتها قيادة القوات الاميركية في اوروبا هي اول دفعة من القوات الاميركية المتجهة الى تركيا تصل الى رومانيا. وتنتشر قوات اخرى ارسلتها واشنطن حول تركيا بانتظار ان تسمح لها بدخول اراضيها. وقال وزير الادارة العامة اوكتاف كوزمانكا: "القوات الاميركية ستبقى هنا حتى الاثنين، وابلغتنا السلطات الاميركية ان مزيداً من الطائرات ستأتي". واعلن الناطق باسم سفارة الولاياتالمتحدة في بوخارست ان فريقاً من الخبراء الاميركيين الذين زاروا رومانيا هذا الاسبوع وافق على "الاستخدام المحتمل والموقت لقاعدة كوغالنيتشينو في حال اندلاع حرب على العراق". وكانت الولاياتالمتحدة لمحت ليل الخميس الى استعدادها لتعديل صفقة معونات اقتصادية لتركيا للخروج من مأزق التفاوض على استخدام القوات الاميركية للقواعد العسكرية التركية في حرب على العراق. والعرض الذي قد يشمل تعديل نسب مكونات الصفقة وقيمتها 26 بليون دولار من دون زيادة حجمها قد يساعد في انقاذ خطط الولاياتالمتحدة لارسال 40 الف جندي الى تركيا لاستخدامهم في غزو شمال العراق. وقال ريتشارد باوتشر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية: "هناك سبل مختلفة لاستخدام المال من اجل نتائج اقتصادية مختلفة، ونحاول العمل مع الحكومة التركية لنوضح اننا نستطيع مساعدتها من خلال سبل مختلفة غير مرتبطة فحسب بمقدار معين" من المال. وكان باول ابلغ الصحافيين ان عرض المعونة الذي يشمل منحة لتركيا قيمتها ستة بلايين دولار وضمانات قروض تصل الى 20 بليون دولار هو اقصى ما تستطيع اميركا تقديمه. ومن بروكسيل افادت وكالة "اسوشييتدبرس" ان القيادة العسكرية للحلف الاطلسي في أوروبا أمرت بنشر طائرات "اواكس" للانذار المبكر في اجواء تركيا، لحمايتها من هجوم عراقي محتمل، في حال اندلعت الحرب على العراق. واعطى الامر بإرسال الطائرات الجنرال جيمس جونز، ويفترض ان تباشر مهمتها بعد نقلها من المانيا بحلول الخميس المقبل. وكان الامين العام للحلف الاطلسي جورج روبرتسون شدد على ان الخلاف بين دول الحلف على تعزيز دفاعات تركيا أضر هذه المنطقة واظهرها في حال تشوش، لكنه نفى ان يكون الحلف تعرض لضربة قاضية. ونوّه في كلمة القاها في واشنطن بالجانب الايجابي، مؤكداً ان الحلف حسم امره في النهاية بقرار ارسال طائرات "اواكس" وانظمة صواريخ "باتريوت" ووحدات للرد على الاسلحة الكيماوية والبيولوجية لحماية تركيا من هجوم عراقي مضاد. واتخذ الحلف القرار بعد انشقاق وجدل ساخن وضع فرنسا التي ايدتها في البداية بلجيكاوالمانيا في خندق ضد الولاياتالمتحدة والاعضاء الخمسة عشر الآخرين في "الاطلسي". وقال روبرتسون في كلمة امام المعهد الاوروبي في واشنطن: "الاسبوع الماضي كان سيئاً في شكل لا يمكن انكاره لحلف الاطلسي. كنا في محور اهتمام العالم وظهرنا مشوشين … لا انفي خلافات سياسية بين بعض عواصم الحلف، على كيفية نزع اسلحة العراق، ولا اقلل الصعوبة التي عانيناها للتوصل الى اجماع" على تعزيز دفاعات تركيا. واستدرك ان ذلك أضرّ الحلف في اميركا واوروبا.