أورد تقرير اعلامي في موسكو نقلاً عن الجيش الروسي ان الولاياتالمتحدة ستوجّه ضربة عسكرية الى العراق في نهاية الشهر المقبل. وفي اطار الاستعدادات العسكرية لهذه الضربة اعلن امس ان السفينة المستشفى الاميركية تصل اليوم بورسعيد في مصر في طريقها الى الخليج. وفيما اعلنت الحكومة الاسترالية انها سترسل قوات الى الشرق الاوسط قريباً، اوضحت وزارة الدفاع البريطانية ان جنودها المقرر ان يغادروا الى الخليج، ما زالوا ينتظرون احذية خاصة بالصحراء. توقع مصدر في القيادة العسكرية الروسية ان تبدأ الولاياتالمتحدة عملياتها ضد العراق في النصف الثاني من الشهر المقبل، واكد ان "القرار اتخذ"، فيما ذكر احد اهم خبراء الصواريخ ان الاميركيين سيختبرون في العراق اسلحة جديدة منها صواريخ انسيابية مطوّرة. ودعا السفير الاميركي في موسكو الجانب الروسي الى تقديم "دعم سياسي" للحرب، بينما دان البرلمان الروسي "نيات الغزو" الاميركي للعراق. وفي وقت واحد بثت وكالات الانباء الروسية وبينها "ايتار تاس" الحكومية نصاً واحداً نسب الى مصدر في هيئة الاركان ما يدل على ان له طابعاً شبه رسمي. واكد المصدر ان لدى القيادة العسكرية الروسية معلومات عن ان قرار الحرب على العراق "اتُخذ ولم يُعلن بعد" وحُدّد موعد الهجوم في النصف الثاني من شباط فبراير بعدما ينجز حشد 150 ألفاً من جنود وضباط الولاياتالمتحدة وحلفائها قرب العراق، علماً بأن العدد حالياً يصل الى 100 ألف. واضاف المصدر ان العملية الاميركية ستكون "مركبة" وتوقع ضربات من الجو والبر والبحر تستمر لمدة شهر. وزاد ان اقصاء الرئيس صدام حسين هو "ستار وذريعة" وان الهدف الحقيقي للعملية هو السيطرة على النفط. لكن وزير الدفاع سيرغي ايفانوف قال لاحقاً انه "لا يعرف شيئاً"، عن قرار اميركي ببدء الحرب، وقال ان معلوماته تفيد بأن مثل هذا القرار لم يُتخذ بعد. الى ذلك، قال البروفيسور يوري سيزوف، وهو احد مصممي صواريخ "سي 300" الشهيرة ان البنتاغون سيجعل من العراق "ميدان تجارب" لاسلحة جديدة منها اسلحة تعمل بالاشعة الكهرومغناطيسية. وتوقع استخدام رؤوس صاروخية تولد طاقة كهربائية، اضافة الى صواريخ انسيابية مطورة تُطلق من السفن والطائرات. من جهة اخرى قالت مصادر ملاحية مصرية امس رويترز ان السفينة المستشفى الاميركية "كومفورت" ستصل اليوم الى ميناء بورسعيد عند المدخل الشمالي لقناة السويس، في طريقها الى البحر الاحمر ومنه الى الخليج العربي في اطار الاستعدادات الاميركية لضربة عسكرية محتملة ضد العراق. وقالت المصادر ان السفينة ستدخل قناة السويس فجر اليوم، وان سفينة امداد اميركية وصلت امس الى بورسعيد آتية من البحر المتوسط في طريقها الى البحر الاحمر. وتعبر القطعتان الاميركيتان قناة السويس وسط اجراءات امنية مشددة من جانب السلطات الامنية المصرية وسلطات هيئة قناة السويس. الى ذلك، اعلنت حكومة كانبيرا امس ان طلائع العسكريين الاستراليين الذين تمت تعبئتهم تحسباً للحرب المحتملة على العراق، سيتوجهون هذا الاسبوع الى الشرق الاوسط. وقال وزير الدفاع روبرت هيل ان رئيس الوزراء جون هوارد ومسؤولي الدفاع سيكونون اليوم في وداع الكتيبة الاولى لدى مغادرتها سيدني على متن حاملة الطائرات "هماس كانيمبلا". وتضم هذه العملية التي اطلق عليها "عملية باستيل" مروحية "سي كينغ" وزورق انزال ووحدة من سلاح الجو واخرى متخصصة في المتفجرات. ومن المفترض ان يقوم هوارد الجمعة بتحية القوة الجوية الخاصة ساس التي تضم 150 عنصراً في قاعدة بيرث غرب استراليا لكن الحكومة لم تكشف بعد مكان انتشار هذه القوة والموعد المحدد لذلك. وتتشكل عناصر الدعم لهذه القوات من مروحية لنقل الجند من طراز "سي.اتش-47" وطائرة نقل ضخمة من طراز "سي-130" ووحدة بحرية اضافة الى قوة للرد السريع. وفي لندن، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان نحو 26 الف جندي بريطاني سينتشرون في الخليج في اطار حرب محتملة ضد العراق، لا يزالون ينتظرون التجهز بأحذية ومعدات مناسبة للصحراء. واقر وزير الدولة لشؤون الدفاع المكلف مهمة التجهيز وليام باش بأن صفقة أبرمت لشراء 20 الف جزمة و92650 سترة خفيفة و89700 سروال "خاصة للصحراء" على ان تسلم "بسرعة". وقال باش امام مجلس اللوردات "سيتم تجهيز جميع الجنود بأحذية خاصة للصحراء"، وان عمليات تجهيز الدبابات والمدفعية "للتمكن من استخدامها في الصحراء" ستستمر اثناء نقلها الى الخليج.