توقع مسؤولون باكستانيون أمس، أن يؤدي اعتقال المسؤول العسكري في تنظيم "القاعدة" خالد الشيخ محمد إلى مزيد من الاعتقالات في صفوف قادة التنظيم الموجودين في باكستان، مشيرين إلى معلومات مهمة ضبطت في حوزة الأخير لدى اعتقاله. وأفادت مصادر أمنية باكستانية أن رسائل كتبت بخط يد أسامة بن لادن وجدت في حوزة خالد الشيخ المتهم بأنه "العقل المدبر" لهجمات 11 أيلول سبتمبر، موضحة أن الرسائل تظهر أن بن لادن "لا يزال حياً" ويختبئ "في المنطقة". وفي الوقت نفسه، توقع مراقبون مواجهة بين الحكومة الباكستانية والأصوليين، بعدما ألمح وزراء إلى "مخاطر التستر" على قياديي "القاعدة"، في رسالة مبطنة إلى "الجماعة الاسلامية" التي لا يستبعد أن تبدأ حملة دهم لمنازل قادتها بحثاً عن مطلوبين. وجاء ذلك على خلفية القبض على خالد الشيخ محمد في منزل مسؤولة قادة الجناح النسوي ل"الجماعة" في روالبندي. وقال وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حيات ل"الحياة" أمس بأن كل حملات الدهم والاعتقالات التي وقعت خلال العام الماضي، كان معظمها ضد أشخاص على صلة مع مجموعات إرهابية وتحديداً تنظيم "القاعدة" وجدوا في منازل تابعة للجماعة الإسلامية الباكستانية، وهو ما رد عليه زعيم الجماعة القاضي حسين أحمد بالقول: "ثمة مؤامرة خطيرة لربط الجماعة بالإرهاب، والأجهزة الأمنية التي تعمل لمصلحة الاستخبارات المركزية الأميركية في القبض على أشخاص مطلوبين، هي نفسها التي كانت تنسق مع الاستخبارات الأميركية من أجل ضرب الاتحاد السوفياتي وغيره من الدول". وتؤشر الحملة التي شنها حسين أحمد على الاستخبارات العسكرية الباكستانية المتهمة بقربها من الإسلاميين، إلى أن نقطة اللاعودة ربما بدأت بين الطرفين وهو ما قد ينذر بتداعيات خطرة. ... وضباط متعاطفون مع تنظيم "القاعدة" ويعتقد مراقبون أن في حال وقوع المواجهة بين الجماعة الإسلامية والحكومة الباكستانية فإن زلزالاً خطيراً سيضرب باكستان نظراً إلى قوة الجماعة على مستوى الشارع وحتى على مستوى الجيش، خصوصاً بعد أن تبين وجود عناصر عسكرية متعاطفة مع "القاعدة". وظهر ذلك في القبض على الرائد عادل قدوس شقيق أحمد قدوس الذي قبض عليه مع خالد الشيخ في روالبندي. وتحدثت مصادر سياسية عدة عن عملية مركزة من جانب مكتب التحقيقات الفيديرالي الناشط في باكستان، لمراقبة منازل قادة الجماعات الإسلامية وإمكان دهم هذه المنازل، ما قد يدفع بمواجهة عملية على الأرض بين هذه الجماعات والحكومة الباكستانية. وكان أنصار الجماعات الإسلامية التي تنضوي كلها تحت راية "مجلس العمل الموحد" خرجوا في تظاهرات تأييداً للعراق ومطالبة بإخراج القوات الأميركية من باكستان، ما اعتبره البعض رسالة قوية من هذه الجماعات تعبر عن مدى قوتها في الشارع الباكستاني. وفي وقت تلتزم القيادة العسكرية الباكستانية ومصادر الرئيس برويز مشرف الصمت إزاء هذا التوتر في العلاقة، يسود اعتقاد بأن مشرف إنما يدفع بالحكومة للقيام بهذا الدور خصوصاً بعد ربط القاضي حسين أحمد مقتل قائد القوى الجوية في حادث تحطم الطائرة قرب كوهات قبل أسابيع، بمعارضة الأخير للوجود الأميركي في باكستان.