خيّم غموض أمس، على ملابسات اعتقال مسؤول اللجنة العسكرية في تنظيم "القاعدة" خالد الشيخ محمد، إذ أعلن وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حياة أن تسليمه إلى الاميركيين غير وارد قبل استكمال التحقيقات معه في شأن نشاطاته على الاراضي الباكستانية. وأعلن الناطق باسم الرئاسة الباكستانية راشد القرشي أن المعتقل يخضع لتحقيق مشترك على أيدي الباكستانيين والاميركيين، فيما أفادت الأنباء أن مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي شارك في اعتقال خالد الشيخ في منزل مسؤولة الجناح النسوي في "الجماعة الاسلامية" في روالبندي أول من أمس. راجع ص8 وشكل تصريحاً وزير الداخلية والناطق باسم الرئاسة في باكستان نفياً لمعلومات أوردها مسؤولون آخرون عن تسليم خالد الشيخ إلى السلطات الاميركية التي "قامت بنقله إلى مكان مجهول خارج البلاد". ورأى مراقبون في إسلام آباد أمس، أن باكستان أسدت إلى الاميركيين خدمة باعتقال خالد الشيخ، مما قد يمنحها ثقة كافية للمجازفة بالامتناع عن التصويت إلى جانبهم على قرار بشأن العراق في مجلس الامن. إلى ذلك، نقلت شبكة "سي ان ان" عن الخبير في شؤون "القاعدة" روهان غوناراتنا ان خالد الشيخ أمر بقتل دانيال بيرل مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الذي كان يبحث عن خلايا "القاعدة" في كراتشي، في حين أعلنت مانيلا أن المعتقل كان أحد أفراد خلية اتهمت بالتخطيط لاغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في الفيليبين العام 1995. وأضاف ذلك تهماً جديدة إلى تلك التي وجهها المسؤولون الاميركيون إليه وأهمها: التخطيط لهجمات 11 أيلول سبتمبر والهجوم على البارجة الاميركية "كول" في اليمن، وتفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في أفريقيا ومحاولة اسقاط 11 طائرة مدنية أميركية فوق المحيط الهادئ. وذكرت مجلة "تايم" الاميركية أن خالد الشيخ كان يخطط لتنفيذ "هجمات مريعة" ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها، الأمر الذي سبب رفع حال التأهب في الولاياتالمتحدة من الاصفر إلى البرتقالي اخيراً. وفي وقت اعتبر الرئيس جورج بوش نبأ الاعتقال بأنه "أمر رائع"، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي بات روبرتس أن اعتقال خالد الشيخ "خطوة عملاقة إلى الامام"، وأضاف ان أسامة "بن لادن هو عراب القاعدة، لكن خالد هو المسؤول العسكري الرئيسي أي رجل العمليات. إنها ضربة معنوية كبيرة لهم". ويذكر أن قناة "الجزيرة" كانت بثت مقابلة صحافية مع خالد الشيخ شارك فيها رمزي بن الشيبة "منسق هجمات 11 أيلول، وأجريت في شقة في كراتشي. ودهمت السلطات الباكستانية مخبأ بن الشيبة بعد أيام من المقابلة وسلمته إلى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي أيه" التي نقلته إلى مكان مجهول خارج باكستان. وكادت عملية الدهم تلك أن تؤدي إلى اعتقال خالد الشيخ إذ احتجزت السلطات الباكستانية طفليه 7 و9 أعوام في مخبأ بن الشيبة ووضعتهما تحت الوصاية.