بينما كان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن يواصل مشاوراته في قطاع غزة من اجل تشكيل حكومته الجديدة، وفيما كان آلاف الفلسطينيين يتظاهرون إحياء لذكرى "يوم الارض"، هز انفجار قوي مدينة نتانيا شمال إسرائيل، نفذه استشهادي من "سرايا القدس" التابعة لحركة "الجهاد الاسلامي"، وأسفر عن جرح 35 اسرائيليا، اصابات خمسة منهم خطرة. راجع ص10 وللمفارقة، فإن الهجوم وقع قرب مقهى يسمى "لندن"، علما ان بريطانيا تشارك الولاياتالمتحدة في حربها ضد العراق، ولوحظ ان حركة "الجهاد" تعمّدت في بيانها عن العملية الاعلان عن إرسال "استشهاديين" الى العراق للمشاركة في مقاومة "الغزو". ووضع الهجوم اسرائيل امام فشل سياسة الفصل الأمني، اذ أقر المفتش العام للشرطة أن "الفصل بيننا وبين الفلسطينيين غير محكم"، في اشارة الى نجاح المهاجم في الوصول الى نتانيا على رغم كل الاحتياطات الأمنية. وفيما افادت "سرايا القدس" في بيان ان الهجوم يأتي رداً على المجازر الاسرائيلية، وتعهدت مواصلة الانتفاضة، كررت السلطة الفلسطينية موقفها المعتاد في مثل هذه الحالات، اذ دانت العمليات التي تستهدف المدنيين سواء كانوا فلسطينيين او اسرائيليين. والمؤكد ان الهجوم جاء على غير ما يتمنى ابو مازن الذي بات، حتى قبل تشكيل حكومته، وجهاً لوجه امام احد التحديات الاساسية التي تواجهه، وهي وقف الهجمات واعادة الهدوء. ويخشى ابو مازن، الذي يدعو بقوة الى وقف عسكرة الانتفاضة، ان يعيد الهجوم بعثرة الاوراق على الطاولة بعدما بذل جهدا كبيرا في ترتيبها. وكان ابو مازن امضى ساعات طويلة امس، ومثلها في اليومين السابقين، في اجراء مشاورات مكثفة مع ممثلي الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية ونواب المجلس التشريعي ومسؤولي وقياديي الاجهزة الامنية الفلسطينية في القطاع. وبالنتيجة، فإن "حماس" و"الجهاد" و"الشعبية" رفضت الانضمام الى الحكومة الجديدة، في حين اعلنت "الديموقراطية" استعدادها المشروط.