حيّا الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بله صمود العراقيين أمام الغزو الأميركي - البريطاني واعتبر ان "ملحمة العراق ستتحقق بعد ملحمة الجزائر". ودعا الرئيس العراقي صدام حسين الى "الصمود والموت واقفاً إذا تطلب الأمر"، واصفاً المطالبة بتنحيته في الوقت الحالي بأنها "خيانة". وسار الرئيس الجزائري السابق أمس على رأس تظاهرة ضخمة جابت وسط العاصمة الألمانية لاستنكار الغزو ووقوع مئات من الضحايا المدنيين. وشارك في التظاهرة الى جانب بن بلة وعشرات الآلاف من الألمان والعرب والأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي. وانطلق المتظاهرون الذين حملوا مئات اللافتات المنددة بالحرب والمطالبة بوقف الاحتلال الأميركي للعراق من ساحة "ارنست رويتر" غرب العاصمة واتجهوا الى "بوابة براندنبورغ" التاريخية حيث لاقتهم تظاهرة حاشدة أخرى انطلقت من ساحة "الكسندر" في شرق العاصمة. وحيا بن بلة في تصريح الى "الحياة" "صمود العراقيين أمام العدوان الأميركي"، قائلاً انه "بعد ملحمة الجزائر ستتحقق ملحمة العراق". وقال ان الأميركيين "أصيبوا بفشل ذريع منذ الأيام الأولى للحرب" معرباً عن اعتقاده انهم "لن يكونوا قادرين على دخول بغداد، خصوصاً اذا حصلت فيها حرب شوارع، كما لن يكونوا قادرين على تحمل خسائر متزايدة في حرب يبدو أنها ستكون طويلة". وشدد بن بلة على أن "دولاً أخرى غير العراق معرضة للهجمة الأميركية على المنطقة مثل ايران وليبيا والسودان". وقال ان الادارة الاميركية "تريد ايضاً تغيير أنظمة الحكم في الدول الأخرى ... هذا ما يقولونه بأنفسهم"، وأضاف ان الأميركيين يعتقدون بأنهم "سيديرون جمهوريات بقيادات كرزايات عربية" في اشارة الى الرئيس الأفغاني حامد كارزاي. وتابع: "أما سورية، فإن الأميركيين سيكلفون رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون لضربها". وشكر بن بله "الموقف الرائع لكل من فرنسا والمانيا وبلجيكا"، وأشار الى انه قال في لندن وردد في مهرجان برلين مساء أول من أمس "تحيا فرنسا" للمرة الأولى منذ ثورة الجزائر. يذكر أن بن بله قاد الثورة ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر وأصبح أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال 1962. وزاد ان: "الشعوب الأوروبية تقف معنا وضد العدوان الأميركي على العراق على رغم موقف حكومتي اسبانيا وايطاليا". وعما يجب على الرئيس العراقي صدام حسين فعله حالياً قال: "المطلوب من صدام ان يصمد وأن يموت واقفاً اذا تطلب الأمر، لا أن يتنحى لأن مطلب تنحيه خيانة".