الجزائر - (ا ف ب) - افردت الصحف الجزائرية الخميس صفحاتها الاولى لخبر وفاة احمد بن بلة اول رئيس للجزائر بعد الاستقلال الذي توفي الاربعاء في العاصمة الجزائر عن 95 عاما. وعنونت صحيفة الشروق صدر صفحتها الاولى ب"وداعا ابا الجزائريين" وخصصت للخبر صفحة كاملة سردت فيها سيرة الرجل. وتحدثت الشروق عن مذكرات احمد بن بلة التي لم تنشر والتي وصفتها ب"الخطيرة".وقالت ان "الاديبة الجزائرية احلام مستغانمي كانت من اكثر المهووسات بكتابة قصة حياة الرئيس أحمد بن بلة (...) لكنه رفض عرضها، وقال لها في 2001 انه كتب فعلا مذكراته ولكنه لن ينشرها لأنها خطيرة جدا وتعني اناسا لا يمكنه ان يلتقي بهم بعد نشره هذه المذكرات". واضافت انه "وعد بأن ينشر المذكرات بعد رحيله دون ان يذكر الكيفية ولا مكان وجود هذه المذكرات". وتابعت "الواضح أن الرجل الذي قارب سنه القرن وتعرف على كل زعماء الجزائر والعالم العربي من عبد الناصر إلى صدام حسين إلى معمر القذافي (...) ظل يخفي الكثير من الاسرار وان كان بن بلة هو في حد ذاته تاريخا". ونقلت صحيفة الخبر شهادة الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد عباس الذي وصف بن بلة بانه "أكثر واقعية وانتهازية وكارزمية"، وقال محمد عباس "عند انطلاق سباق السلطة في اواخر 1961، برهن بن بلة انه اكثر واقعية وانتهازية وكارزمية، بالرهان على إستراتيجية جيش الحدود من جهة، وبوضع مسودة مشروع برنامج لبداية الاستقلال الوشيك، لتبرير مشروعية المطالبة بالدور الأول من جهة ثانية". ووصل بن بلة الى السلطة في 1962 بفضل دعم العقيد هواري بومدين الذي كان يقود جيش الحدود، قبل ان بنقلب عليه في 1965 ويزيحه من الرئاسة في ما سمي آنذاك "التصحيح الثوري". والغت وزارة الثقافة الحفل الفني الذي كان مبرمجا سهرة الاربعاء بمسرح الهواء الطلق في حي الكدية بتلمسان مسقط راس الرئيس بن بلة بمناسبة اختتام التظاهرة الثقافية الدولية تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية.بحسب الخبر ونقلت صحيفة النهار تصريحا لابنة الراحل مهدية بن بلة التي قالت "والدي لم يكن مريضا مرضا قاتلا وانما توفي نتيجة كبر سنه".كما ذكرت النهار ان بن بلة من المدافعين الكبار عن "عروبة الجزائر" بدليل "استدعاء الاف الاساتذة العرب للمساهمة في قطاع التعليم" بعد استقلال الجزائر عن فرنسا التي تركت لغتها الاثر البارز في الجزائريين رسمها 132 سنة من الاستعمار الاستيطاني. واعتبر بن بلة واحدا من المجموعة الصغيرة التي اطلقت شرارة الثورة على فرنسا واصبح اول رئيس للجزائر بعد استقلالها الا انه امضى 24 عاما في السجن قبل ان ينتقل الى المنفى الارادي في فرنسا وسويسرا.