بغداد - "الحياة، أ ف ب - قال الرئيس صدام حسين إن "العراق سيقاتل إذا كتب عليه القتال، على رغم ان لا أحد، في القيادة أو الشعب العراقي، يريد ان يحصل العدوان الاميركي ضد العراق لأنه سيترك اثاراً سلبية بالتأكيد. اما اذا كتب الله علينا القتال فسنقاتل". ونقل التلفزيون العراقي أمس عن صدام قوله خلال استقباله الرئيس الجزائري السابق احمد بن بله: "بعد الاتكال على الله صار الشعب مؤمناً بمساره ولم يعد الموضوع سياسة وإنما صار أكبر من السياسة، بعدما اهتدى الشعب الى طريق يعتقد انه استحقاقه ليعبر الى ضفة النصر والمستقبل، على رغم ان الآخرين ارادوا ان يحرموه من هذه الفرصة التاريخية". وعبر صدام عن شكره للرئيس الجزائري السابق و"تقديره مواقفه القومية من القضايا العربية، خصوصاً نشاطه التضامني الداعم لقضية العراق العادلة ورفضه التهديدات الاميركية"، فيما أعرب بن بله عن "اعجابه واعتزازه بالقيادة الفذة لصدام في مواجهة التحديات الامبريالية والصهيونية". ويتوجه العراقيون اليوم الى صناديق الاقتراع للتصويت على الاستفتاء بتمديد ولاية الرئيس العراقي لسبع سنوات. ومن المقرر ان تفتح ابواب اكثر من الف مركز في المحافظات الخمس عشرة في الوسط والجنوب صباح اليوم وتستمر لغاية الثامنة مساء لتبدأ بعدها عملية فرز الاصوات من قبل اللجان المشرفة في كل محافظة. وتوقع رئيس مجلس شورى الدولة مدحت محمود الاعلان عن نتائج الاستفتاء في ساعة متقدمة ليل الثلثاء. وكان صدام حصل في الاستفتاء السابق على نسبة 96،99 في المئة من مجموع الاصوات التي بلغ عددها اكثر من 3،8 مليون شخص. ومن المقرر ان يشارك في التصويت عشرات الآلاف من المواطنين الأكراد الذين يسكنون في محافظات الوسط والجنوب بسبب الظروف الحالية في منطقة كردستان محافظات السليمانية واربيل ودهوك الخارجة منذ اكثر من عشر سنين عن السلطة المركزية. وانشغل الإعلام العراقي كلياً بموضوع الاستفتاء وتغطية الاحتفالات والتجمعات التي تنظمها تنظيمات حزب "البعث" والنقابات والأجهزة الرسمية لتأكيد وقوف العراقيين وراء صدام. وتنتشر صور الرئيس العراقي إلى جانب آلاف اللافتات في شوارع بغداد والتي تحمل شعارات المواجهة والتحدي للولايات المتحدة وإسرائيل والانتصار لفلسطين، وعبارات الولاء لصدام وتأكيد أنه الخيار الوحيد في الرد على نيات الولاياتالمتحدة وخططها. وعلى رغم وجود مئات من الصحافيين ومراسلي الوكالات والمحطات الفضائية في العاصمة العراقية، على نحو يعكس درجة السخونة في الأحداث المحيطة بالعراق والمنطقة، فاللافت هو تحفظ المسؤولين العراقيين في الادلاء بأحاديث أو تصريحات أو حتى الالتقاء بالصحافيين، والامتناع عن التعقيب على أي حدث أمام وسائل الإعلام. ويترافق ذلك مع جنوح المجلس الوطني البرلمان إلى جعل جلساته التي تناقش التطورات الخاصة بعلاقة العراق مع مجلس الأمن، والتهديدات الأميركية، جلسات مغلقة لا يسمح للصحافيين بحضورها، وآخرها الجلسة التي أدلى فيها وزير الخارجية ناجي صبري ببيانات عن التحرك الديبلوماسي العراقي على الصعيدين الاقليمي والدولي. ولعل هذا يعكس طابع الحذر والتخوف من أن يفسر تصريح لمسؤول عراقي على غير حقيقته، أو أن ينزلق لسان مسؤول إلى الاساءة لعلاقات العراق ببلد أو ببلدان يحرص الآن على تفادي اغضابها أو اثارتها، بخاصة ان الجهد الديبلوماسي العراقي كله ينصب على السعي إلى تفادي الحرب، وانشاء "حزام" مساند لهذا الهدف. وحرص العراقيون في الذكرى الخامسة عشرة لقصف إيران مدرسة للأطفال في بغداد قتل فيها 34 تلميذاً وتلميذة، على تفادي الاشارة الصريحة إلى طهران، ما ينسجم والنهج الجديد في الخطاب العراقي.