اتسمت لهجة ائمة المساجد في السعودية خلال خطب الجمعة أمس بالقوة، خصوصاً خطيبي المسجد الحرام في مكةالمكرمة والمسجد النبوي في المدينةالمنورة. وقال رئيس مجلس الشورى السعودي، إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، لجموع المصلين الذين تجاوزوا نحو نصف مليون مصلٍ: "انها ايام حزينة واوقات عصيبة وصفحات من التاريخ مظلمة تواجه الانسانية جمعاء اشكالية اختلاط الحق بالباطل واختلال موازين العدل واضطراب معايير الحكم". وتابع: "تقوم حرب مستعرة ومعارك ضارية تدور رحاها في ارض العراق المسلم الشقيق. جثث متناثرة واشلاء ممزقة واخرون مفقودون ومأسورون ومحسورون. مآسٍ ونكبات وقتل بالمئات وتكريس لكل آليات الدمار بل غرس للكراهية وتكريس للاحقاد وتكديس للضغائن ونشر للبغضاء وتجاوز للأعراف والمواثيق والقوانين". ودعا إلى ضرورة وقف الحرب على العراق فوراً والتوقف عن الاعتداء موضحاً انها حرب خاسرة "ليس فيها رابح". واشار إلى ان الحق والعدل والانصاف تقتضي الوقوف مع الشعب العراقي المسلم في مأساته ورفع معاناته. ولم يختلف امام وخطيب المسجد النبوي في المدينةالمنورة، الشيخ صالح البدير في خطبته أمس، أمام نحو نصف مليون مسلم أيضاً عما دعا إليه إمام المسجد الحرام، وما حض عليه جموع المسلمين مشيراً إلى ضرورة "حقن الدماء ودرء الفتن والتحذير من الناعقين والمنافقين ممن لاتؤمن غوائلهم ولاتقف مكائدهم واضروا بالأمة وجروا عليها النكبات والويلات". وفي بعض المساجد في المنطقة الغربية من السعودية، خصوصاً مسجد "الاوابين" في شارع حراء في جدة، انتقد الخطيب السياسة الأميركية والمشاكل التي تسببت فيها وبقوة سياسة حزب البعث الحاكم في العراق. ودعا بعض الخطباء على الاميركيين ب"الدمار والخراب والهلاك".